responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 191


ويذكَّروهم منسيّ نعمته ، ويحتجّوا عليهم بالتّبليغ ، ويثيروا لهم دفائن العقول ، ويروهم الآيات المقدّرة : من سقف فوقهم مرفوع ، ومهاد تحتهم موضوع ، ومعايش تحييهم ، وآجال تفنيهم ، وأوصاب تهرمهم ، وأحداث تتابع عليهم . ولم يخل سبحانه خلقه من نبيّ مرسل ، أو كتاب منزل ، أو حجّة لازمة ، أو محجّة قائمة . رسل لا تقصّر بهم قلَّة عددهم ، ولا كثرة المكذّبين لهم . من سابق سمّي له من بعده ، أو غابر عرّفه من قبله . على ذلك نسلت القرون ، ومضت الدّهور وسلفت الآباء ، وخلفت الأبناء .
( الخطبة 1 ، 31 ) لم يوجس موسى عليه السّلام خيفة على نفسه ، بل أشفق من غلبة الجهّال ودول الضّلال . ( الخطبة 4 ، 47 ) وليقيم الحجّة به ( أي آدم ) على عباده ، ولم يخلهم بعد أن قبضه ، ممّا يؤكَّد حجّة ربوبيّته ، ويصل بينهم وبين معرفته ، بل تعاهدهم بالحجج على ألسن الخيرة من أنبيائه ، ومتحمّلي ودائع رسالاته ، قرنا فقرنا ، حتّى تمّت بنبيّنا محمّد - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم - حجّته ، وبلغ المقطع ( أي النهاية ) عذره ونذره . ( الخطبة 89 ، 3 ، 174 ) فاستودعهم في أفضل مستودع ، وأقرّهم في خير مستقرّ ، تناسختهم كرائم الأصلاب إلى مطهّرات الأرحام . كلَّما مضى منهم سلف ، قام منهم بدين اللَّه خلف . حتّى أفضت كرامة اللَّه سبحانه وتعالى إلى محمّد - صلى اللَّه عليه وآله - . . . أرسله على حين فترة من الرّسل وهفوة عن العمل ، وغباوة من الأمم . ( الخطبة 92 ، 185 ) وقال ( ع ) عن سبب مبعث الرسل ( ع ) : بعث اللَّه رسله بما خصّهم به من وحيه ، وجعلهم حجّة له على خلقه ، لئلَّا تجب الحجّة لهم بترك الإعذار إليهم . فدعاهم بلسان الصّدق إلى سبيل الحقّ . ألا إنّ اللَّه تعالى قد كشف الخلق كشفة ، لا أنّه جهل ما أخفوه من مصون أسرارهم ومكنون ضمائرهم ، ولكن ليبلوهم أيّهم أحسن عملا .
فيكون الثّواب جزاء والعقاب بواء ( من باء فلان بفلان أي قتل به ) . ( الخطبة 142 ، 255 ) فلو أنّ أحدا يجد إلى البقاء سلَّما ، أو لدفع الموت سبيلا ، لكان ذلك سليمان بن داود - عليه السّلام - الَّذي سخّر له ملك الجنّ والإنس ، مع النّبوّة وعظيم الزّلفة . . ( الخطبة 180 ، 326 ) .

191

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست