responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 193


أرسله بالدّين المشهور ، والعلم المأثور ، والكتاب المسطور ، والنّور السّاطع ، والضّياء اللَّامع ، والأمر الصّادع . إزاحة للشّبهات ، واحتجاجا بالبيّنات ، وتحذيرا بالآيات ، وتخويفا بالمثلات - والنّاس في فتن انجذم فيها حبل الدّين ، وتزعزعت سواري اليقين ، واختلف النّجر ( أي الأصل ) ، وتشتّت الأمر ، وضاق المخرج ، وعمي المصدر . فالهدى خامل ، والعمى شامل . عصي الرّحمن ، ونصر الشّيطان . وخذل الإيمان فانهارت دعائمه ، وتنكَّرت معالمه ، ودرست سبله ، وعفت شركه . أطاعوا الشّيطان فسلكوا مسالكه ، ووردوا مناهله . بهم سارت أعلامه وقام لواؤه . في فتن داستهم بأخفافها ، ووطئتهم بأظلافها ، وقامت على سنابكها . فهم فيها تائهون حائرون ، جاهلون مفتونون . في خير دار وشرّ جيران . نومهم سهود ، وكحلهم دموع .
بأرض عالمها ملجم ، وجاهلها مكرم . ( الخطبة 2 ، 36 ) إنّ اللَّه بعث محمّدا - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم - نذيرا للعالمين ، وأمينا على التّنزيل ، وأنتم معشر العرب على شرّ دين ، وفي شرّ دار ، منيخون بين حجارة خشن ، وحيّات صمّ . تشربون الكدر ، وتأكلون الجشب ، وتسفكون دماءكم ، وتقطعون أرحامكم .
الأصنام فيكم منصوبة ، والآثام بكم معصوبة . ( الخطبة 26 ، 73 ) إنّ اللَّه بعث محمّدا - صلَّى اللَّه عليه وآله - وليس أحد من العرب يقرأ كتابا ، ولا يدّعي نبوّة ، فساق النّاس حتّى بوّأهم محلَّتهم ، وبلَّغهم منجاتهم . فاستقامت قناتهم ، واطمأنّت صفاتهم . ( الخطبة 33 ، 89 ) وأشهد أنّ محمّدا - صلَّى اللَّه عليه وآله - عبده ورسوله ، أرسله لإنفاذ أمره ، وإنهاء عذره ، وتقديم نذره . ( الخطبة 81 ، 1 ، 136 ) أرسله على حين فترة من الرّسل ، وطول هجعة من الأمم ، واعتزام من الفتن ، وانتشار من الأمور ، وتلظَّ من الحروب . والدّنيا كاسفة النّور ، ظاهره الغرور . على حين اصفرار من ورقها ، وأياس من ثمرها ، واغورار من مائها . قد درست منار الهدى ، وظهرت أعلام الرّدى ، فهي متجهّمة لأهلها ، عابسة في وجه طالبها . ثمرها الفتنة ، وطعامها الجيفة ، وشعارها الخوف ، ودثارها السّيف . ( الخطبة 87 ، 157 )

193

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست