responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 154


إنّ اللَّه سبحانه وضع الثّواب على طاعته ، والعقاب على معصيته ، ذيادة لعباده عن نقمته ، وحياشة لهم إلى جنّته . ( 368 ح ، 640 ) إنّ للَّه عبادا يختصّهم اللَّه بالنّعم لمنافع العباد ، فيقرّها في أيديهم ما بذلوها ، فإذا منعوها نزعها منهم ، ثمّ حوّلها إلى غيرهم . ( 425 ح ، 652 ) وسئل ( ع ) عن التوحيد والعدل ، فقال عليه السلام : التّوحيد أن لا تتوهّمه ، والعدل أن لا تتهمه ( أي في أفعال تظنّ عدم الحكمة فيها ) . ( 470 ح ، 660 ) ( 35 ) تكليف الانسان ( لم يخلقكم عبثا ) مدخل :
بعد أن خلق اللَّه الانسان ولم يكن شيئا مذكورا ، شاء أن يبوئه منزلة رفيعة ، ويفضّله على كثير من مخلوقاته ، وذلك بأن يجعله خليفته في الأرض ، فأعطاه العقل والتمييز والإرادة والاختيار ، وكلَّفه بحمل الأمانة ، ليستحق تلك المنزلة بجدارة . إذن فوجود الانسان في الدنيا لم يكن عبثا ، وانّما كان بتكليف إلهي وعناية ربانية .
ولهذه المنزلة الرفيعة التي أقام اللَّه فيها آدم ( ع ) أمر الملائكة بالسجود له ، إقرارا بعظمته ، وبأنّه أفضل من الملائكة أجمعين .
ومن دلائل عظمة هذا الانسان ، أنّ اللَّه سبحانه خلق كلّ هذه السماوات والأرضين من أجله ، وسخر كلّ شيء فيها لخدمته ، فهو مغزى الوجود وعلَّته . يقول تعالى : * ( الله الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأَرْضَ ، وأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً ، فَأَخْرَجَ بِه مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ . وسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِه ، وسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهارَ وسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ والْقَمَرَ دائِبَيْنِ ، وسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ والنَّهارَ ) * « إبراهيم - 32 و 33 » .
وفي هذا المعنى يقول الشاعر اقبال : أنت ربّ الجنود ، أنت فتى الميدان ، أنت المغزى وأنت القضيّه إنّ أهل السماء جندك ، لو تدري استغليت هذه الجنديّه سجدت نحوك الملائك إكبارا ، لما نلت من معان سنيّه وأقامت دهرا حواليك ، تستكشف ما فيك من رموز خفيّه لست تدري ما في كيانك من فضل وشأن وقيمة ومزيّه

154

نام کتاب : تصنيف نهج البلاغة نویسنده : لبيب بيضون    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست