نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 368
ولعل من هذا القبيل قوله ( تعالى ) في فرعون : فأراد أن يستفزهم من الأرض ) 103 الاسراء ، يعني أنه كان مصمما على ذلك من دون أن يصل إلى مرحلة العمل ، وقوله ( تعالى ) : فلما أن أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما 19 القصص أي قصد ، وأما الإرادة المتصلة بالعمل فلا ينفصل عنه إلا بقاسر خارجي . ( 143 ) قوله في القول 118 ( ومحال تعلق الإرادة بالموجود أو الإرادة له بأن يكون تقربا ) أقول : ضمير له يرجع إلى الفعل يعني إرادة الفعل للتقرب وإرادته بأن يكون موصوفا بالتقرب وهذا البحث يمكن أن ينطبق على بحث الانقياد والتجري المبحوث عنهما في الأصول ، وإن اختلفت حيثية البحث هنا مع الأصول ، فالبحث هنا عن أن الحكم العقلي للإرادة من الحسن والقبح والمقربية والمبعدية هل هو تابع للمراد ، بأن تكون إرادة الحسن حسنا مقربا وإرادة القبيح قبيحا ومبعدا عن المولى ؟ أو إن الإرادة ربما تخالف المراد فتكون إرادة الحسن قبيحا وإرادة القبيح حسنا ، أو بالأقل لا يتصف بصفة المراد وإن لم يتصف بصفة ضده أيضا . فالشيخ المفيد حكم هنا بتبعية الإرادة للمراد ، من جهة الأحكام العقلية والشرعية فإرادة الحسن حسنة ، وإرادة القبيح قبيحة ، وإرادة المقرب مقربة ، وإرادة المبعد مبعدة ، ولا يمكن التفكيك بين حكم الإرادة والمراد . وبعبارة أخرى المريد متمكن من إرادة المقرب وإيجادها وعدم إرادته ، وليس له إن جعلها مقربة ، بل إذا أوجدها فهي مقربة أو مبعدة بنفسها كما يحكي عن الشيخ ابن سينا من أن الله ما جعل المشمش مشمشا بل أوجدها .
368
نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 368