responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 204


ممكنة فهي لا بقاء لها إلا بالفاعل ، وأنها تحتاج في حال بقائها إلى المؤثر ، فأخطأ الناقل في فهم قوله فظن أنه يقول بتجددها حالا فحالا ، ولكنه تأويل بعيد حملهم عليه تصحيح هذا القول الفاسد المنسوب إليه ، والأقرب صحة النسبة فإن هذه مقالة معروفة من مذهب فلاسفة اليونان ، وأول من ذهب إليه هرقليطس فإنه زعم أن الكون ليس دائما على صورة واحدة وليست الكينونة أمرا ثابتا خالدا ، بل هو في تغيير مستمر وتحول دائم كل لحظة تباين اللحظة التي سبقتها وتخالف لاحقتها ، فالأشياء لا تزال تنقلب من حال إلى حال من غير أن تثبت على حال لحظة واحدة ، وأنت ترى أن هذا عين المقالة المنسوبة إلى النظام ، والنظام من أشهر المطلعين على كتب الفلسفة وأقاويل الفلاسفة القدماء ومن أكثرهم ميلا إلى تقرير مذاهبهم ، فلا استبعاد من اطلاعه عليها وأخذه ذلك منهم .
ومما يؤيد صحة هذه النسبة إليه ما يقوله ابن قتيبة في كتاب ( مختلف الحديث ) عند ذكر النظام إن أصحابه يعدون من خطائه قوله : إن الله - عز وجل - يحدث الدنيا وما فيها في كل وقت من غير إفنائها . انتهى ، وممن نسبه إليه المحقق الطوسي - قدس سره - في ( نقد المحصل ) وإن شك في نسبته إليه . ز .
القول 88 : هل تحتاج إلى مكان - 97 / 5 .
الجوهر قد مر أنه لا يعقل إلا في حيز ومحاذاة ، وسيأتي ذكر الاختلاف في ماهية المكان وحقيقته ، فإن فسرناه بالبعد كما فسره به بعض الأوائل لا بد له من مكان ، وإن فسرناه بالسطح الباطن من الجسم الحاوي المماس للسطح الظاهر من الجسم المحوي كما عليه بعض الحكماء ، أو ما يعتمد عليه المتمكن ويثبت عليه على ما اختاره المتكلمون استغنى بعض الأجسام عنه لاستحالة التسلسل . وقول المصنف : ( وعلى غنائها عن المكان كافة الموحدين ) إشارة إلى هذا إذ هو ينافي القول بحدوث العالم ، فإن المكان حينئذ يحتاج إلى مكان آخر ويلزم منه التسلسل المحال . ز .

204

نام کتاب : أوائل المقالات نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست