نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 307
بكر وعمر وعثمان قسطا من الفضل يشملهم به ، يصح به القول أن أمير المؤمنين - عليه السلام - أفضلهم ، تركتم مذهبكم وخالفتم سلفكم ، وإن مضيتم على أصلكم ونفيتم عنهم جميع خلال الفضل على ما عهد من قولكم لم يصح القول بأن أمير المؤمنين - عليه السلام - أفضل منهم . فقلت له : ليس في إطلاق أن القول بأن أمير المؤمنين - عليه السلام - أفضل من أبي بكر وعمر وعثمان ما يوجب على قائله ما ذكرتم في السؤال . والشيعة أعرف من خصومهم بمواقع الألفاظ ومعاني الكلام ، وذلك : أن التفضيل ، وإن كان كما وصفت يكون بين الشيئين إذا اشتركا في الفضل وزاد أحدهما على الآخر فيه ، فقد يصح أيضا فيهما إذا اختص بالفضل أحدهما ، وعرى الآخر منه ، ويكون معنى قول القائل : هذا أفضل من هذا ، أنه الفاضل دونه ، وأن الآخر لا فضل له ، وليس في هذا خروج عن لسان العرب ، ولا مخالفة لكلامها ، وكتاب الله تعالى يشهد به ، وأن أشعار المتقدمين يتضمنه ، قال الله جل اسمه : ( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا ) [1] . يعني أنهم خير من أصحاب النار ، وقد علم أن أصحاب النار أصحاب شر ، ولا خير فيهم . ووصف النار في آية أخرى فقال : ( بل كذبوا بالساعة واعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا ، إذا رأتهم من كان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا ) إلى قوله ( وادعوا ثبورا ) [2] ثم قال : ( قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون ، كانت لهم جزاء ومصيرا ) [3] . فذكر سبحانه أن الجنة وما أعد فيها خير من النار ، ونحن
[1] سورة الفرقان : الآية 24 . [2] سورة الفرقان : الآية 11 - 14 . [3] سورة الفرقان : الآية 15 .
307
نام کتاب : المناظرات في الإمامة نویسنده : الشيخ عبد الله الحسن جلد : 1 صفحه : 307