نام کتاب : المراجعات نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 41
وللإنصاف في نفسه موضع يسوي بين القريب والبعيد ، الحق رائده . فلا يمنعه حبه لأحبائه من إقامتهم على العدل ، ولا يمنعه إنصافه - وهو يحكم - من الاحتفاظ بالحب في زوايا نفسه لمن يحب ، ومن هنا كان العدو والصديق عنده سيان في الحكم على ما يأتيان من حسن أو قبح ، في آثارهما وأفعالهما . ومن هنا أيضا كان قدوة : في الورع وصفاء النفس ، ونقاء الضمير ، وقول الحق ، وإلى جانب هذا كله له رأي حصيف ، ونظر بعيد ، يسبر أغوار الناس ويصل إلى حقائق الأمور وأعماقها ، فلا يخدع من حال ، ولا يغش في ظاهر ، ولا يفتل عن صواب ولا يغر في رياء . يعني بإقدار الناس ، ويوفيهم فوق ما يستحقون ، ويشجعهم على إيتاء الخير ، ويرهف الناشئة العلمية للاتقان والتجويد ، فيبالغ لهم في الاستحسان ، ويكيل لهم من الكلم الطيب ، والنوال الكريم ، ما يدفعهم إلى ما يرمي إليه من تقدمهم . ولعله لهذه الخلال الكريمة أثرا في صفاء مواهبه ، وقوة تأثيره ، وصدق كفاياته فهو من أفصح الناطقين بالضاد حين يتحدث ، وأبلهم ريقا حين يخطب ، ومن انفذ الناس للنفس حين يعظ ، وأحكمهم بالقضاء ، وأعدلهم بالحكم ، وأبينهم بالحجة ، وأفقههم بالحياة . أسفاره في سنة ألف وتسع وعشرين وثلاثين هجرية زار مصر زيارة علمية ، كما حدثناك ، اجتمع فيها بأفذاذ الحياة العقلية في مصر ، وعلى رأسهم الشيخ سليم البشري المالكي شيخ الجامع الأزهر في عصره وأنتجت
41
نام کتاب : المراجعات نویسنده : السيد شرف الدين جلد : 1 صفحه : 41