responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكليني والكافي نویسنده : الشيخ عبد الرسول الغفار    جلد : 1  صفحه : 72


الكوفة ، وبهذا أفلت شمس الازدهار والعمران من المدينة المنورة لتنتقل إلى العاصمة الاسلامية الجديدة ، ألا وهي الكوفة التي اختارها أمير المؤمنين ، لكونها تقع وسط العراق ، كما أنها تحتل الموقع الوسط بين الحجاز والشام من جهة ، وتطل على المدائن وبلاد فارس من جهة ثانية ، كما أن هناك اعتبارات سياسية أخرى حددها أمير المؤمنين قبل نزوله فيها .
كانت الكوفة زمن أمير المؤمنين عليه السلام أكبر مدينة إسلامية شهدها العالم ، وازدهرت فيها الحياة العلمية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، بشكل واسع ، وخير دليل على ذلك نزول كبار الصحابة فيها ، فراجع ما تقدم .
بعد هذا صار مركز الحكومة في الشام ، وذلك لما عصى بها معاوية ، وقد استتب له الامر أكثر لما قضى على كل مناوئيه ، وبالخصوص الإمام الحسن عليه السلام ، فأصبحت دمشق الشام دار السلطنة للحكم الأموي طيلة ثمان عقود من الزمان ، في خلالها ازدهرت الحياة المادية ، وتنعم فيها القضاة ، والأدباء ، والقواد ، وشملها الترف المادي بشكل غريب ، لكن لم يظهر عليها ترف فكري ، أو علمي كما سبق للكوفة ، بل أصبحت أموية الهوى ، وتعادي أهل البيت عليهم السلام ، حتى أن معاوية سن لأهل الشام سننا وبدعا كثيرة ، منها : أنه عودهم على سب أمير المؤمنين عليه السلام لمدة نصف قرن من الزمان ، حتى شب عليه الوليد وهرم عليه الكبير ، واقتفى أثره من جاء بعده من الحكام الأمويين .
ثم جاءت الدولة العباسية على أنقاض الدولة الأموية ، وأنشأ المنصور الدوانيقي مدينة السلام بغداد ، وجلب إليها الزهو والعمران ، كما أنه اهتم بتخطيط بغداد وتنظيمها ، وإنشاء الطرق والقنوات والمساجد والمدارس فيها ، وقد صحب هذا الاهتمام انتقال طائفة من التابعين والعلماء والفقهاء إليها ، كما حلها من قبل عدة

72

نام کتاب : الكليني والكافي نویسنده : الشيخ عبد الرسول الغفار    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست