تصدى لها الإمام الرضا عليه السلام ، ومناظراته عليه السلام في مجلس المأمون مشهودة ، وهكذا مع الزنديق و . . . . ثم لم يكن من بين الصحابة أو علماء التابعين بالخصوص ، والعرب بشكل عام من يعرف تلك المسائل العقلية [1] والبحوث الكلامية والمطالب الفلسفية ، بل أكثر من ذلك أن الغالبية العظمى - كما يصفهم أمير المؤمنين عليه السلام همج رعاع ، ينعقون مع كل ناعق ، ويميلون مع كل ريح . ومن المسائل المهمة التي أثبت الشيخ الكليني أصولها وأدلتها في " الكافي " هي مسألة الهداية ، وأنها من الله سبحانه ، وأن لزوم الحجة وبيانها وتعريفها للناس أوجبها الله سبحانه على نفسه ، لطفا بعباده ، وقد جاء في الذكر الحكيم " وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " [2] ، فسبحانه وتعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، وهذه المشيئة وقع الكلام فيها بين المعتزلة والأشاعرة والامامية ، على أن المخالفين للامامية جمدوا على النصوص وظواهر الألفاظ من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ، وما استطاعوا أن يخرجوا بنتيجة توافق أصل مبدأ التوحيد ، حتى أنهم تحيروا في مثل تلك الآيات ، وما هو السبيل إلى تعقلها وتفهمها ، ثم إنه سبحانه وتعالى قال في كتابه : " ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة " [3] ، فما المراد من الختم على القلوب والاسماع والابصار ، وغير ذلك من التساؤلات التي جرى الحديث فيها بين العلماء والمتكلمين ، وكل يحسب أن الحق معه وغيره لا شئ . وقد نسي هؤلاء أن الهداية على قسمين أساسيين : إما أن يراد بها النصح
[1] شيعة در اسلام لمحمد حسين الطباطبائي ، فارسي ، انتشارات هجرت قم 1398 ه . [2] سورة الإسراء : 15 . [3] سورة البقرة : 7 .