نام کتاب : الفرج بعد الشدة نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 43
" إني لان أكون في شده أتوقع بعدها رخاء أحب إلى من أن أكون في رخاء أتوقع بعده شدة " . وذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم بغير إسناد أنه قال : " لو كان العسر في كوة لجاء يسران فأخرجاه " . قال مؤلف هذا الكتاب : كان لي في هذا الحديث خبر طريف وذلك أنى كنت قد لجأت إلى البطيحة هاربا من نكبة لحقتني ، فاعتصمت بأميرها معين الدولة أبى الحسن بن عمران بن شاهين السلمى ، فألقيت هناك جماعة من معارفي بالبصرة ، وواسط خائفين على أنفسهم قد هربوا من ابن تعية الذي كان في الوقت وزيرا ولجؤا إلى البطيحة . فكنا نجتمع في الجامع فنتشاكى أحوالنا ونتمنى الفرج مما نحن فيه من الخوف والشدة والشقاء ، فحدث أبو الحسن بن جيشان التاجر الصالحي قال : حدثني أبو محمد الحسن بن عثمان بن قنيف بالاسناد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو دخل العسر كوة لجاء يسران فأخرجاه " . فلما سمعت ذلك فكرت ساعة ثم عملت بيتين من الشعر . إنا روينا عن النبي رسول الله * فيما أفيد من أدبه لو دخل العسر كوة لاتى يسران * فاستخرجاه من ثقبه فما مضى على هذا المجلس إلا أربعة أشهر حتى فرج الله عنى وعن كثير ممن حضر ذلك المجلس وردنا الله تعالى إلى عوائده الجميلة عندنا ، فالحمد والشكر لله رب العالمين . ووجدت هذا الخبر على غير هذا فقد حدثت عن ابن مسعود أنه قال : " لو أن العسر دخل في حجر لجاء اليسر حتى يدخل معه " . قال الله تبارك وتعالى : ( فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا [1] ، وروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : عند تناهى الشدة تكون الفرجة ، وعند تضايق البلاء يكون الرخاء ، ومع العسر يكون يسر . وروى عنه كرم الله وجهه