نام کتاب : الفرج بعد الشدة نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 42
وتعرض لثواب الصبر ، وإيقاظ من الغفلة ، وإذكار بالنعمة في حال الصحة ، واستدعاء للمثوبة ، وحض على الصدقة ، وفى قضاء الله تعالى وقدره بعد الخيار . كتب محمد بن الحنفية إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حين سيره ابن الزبير عن مكة إلى الطائف : " أما بعد فقد بلغني أن ابن الزبير سيرك إلى الطائف ، فأحدث الله لك بذلك ذخرا ، وحط عنك به وزرا ، يا ابن عم : إنما يبتلى الصالحون ، وتعد الكرامة للأخيار ، ولو لم تؤجر إلا فيما تحب لقل الاجر ، وقد قال الله تبارك وتعالى : ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم [1] عزم الله لنا ولك بالصبر على البلاء ، والشكر على النعماء ، ولا أشمت بنا عدوا ، والسلام . كتب بعض الكتاب إلى صديق له في محنة لحقته : إن الله تبارك وتعالى ليمتحن العبد ليكثر التواضع له ، والاستغاثة به ، ويجدد الشكر على ما يوليه من كفايته ، ويأخذ بيده في شدته ، لان دوام النعم والعافية تبطر الانسان حتى يعجب بنفسه ، ويعدل عن ذكر ربه ، وقد قال الشاعر . لا يترك الله عبدا لا يذكره * بمن يؤدبه ومن يؤنبه في نعمة تقتضي شكرا يدوم له * أو نقمة حين ينسى الشكر ينكبه وقال الحسن البصري رحمه الله : الخير الذي لا شر فيه الشكر مع العافية ، والصبر عند المحنة ، فكم من منعم عليه غير شاكر ، وكم من مبتلى بمحنة وهو صابر ، والجزع لا ينفع ما لم تنصرم أيام المحنة . وكان ابن شبرمة إذا نزلت به شدة قال : سحابة ثم تنقشع ، وقال بعض الحكماء : أخر الهم أول الفرج ، وكان جعفر بن سليمان يقول : جربناه فوجدناه كذلك ، وذكر القاضي أبو الخير في كتابه قال : حدثنا الحسن بن مكرم يرفعه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :