نام کتاب : الغدير نویسنده : الشيخ الأميني جلد : 1 صفحه : 365
بالقلاقل والحرج ، فله التدخل فيها كنفسه صلى الله عليه وآله ، وإن أمكن إرادة معاقدة الأوصاف والفضايل كما يقال : عقيد الكرم ، وعقيد الفضل ، أي : كريم وفاضل . ولو بتمحل لا يقبله الذوق العربي ، فيقصد أن من كنت عقيد الفضايل عنده فليعتقد في علي مثله ، فهو والحالة هذه مقارب لما نرتأيه من المعنى ، وأقرب المعاني أن يراد به العهود التي عاهدها صلى الله عليه وآله مع من بايعه من المسلمين على اعتناق دينه ، والسعي وراء صالحه ، والذب عنه ، فلا مانع أن يراد من اللفظ والحالة هذه فإنه عبارة أخرى لأن يقول : إنه خليفتي والإمام من بعدي . * ( المحب والناصر ) * على فرض إرادة هذين المعنيين لا يخلو إما أن يراد بالكلام حث الناس على محبته ونصرته بما أنه من المؤمنين به والذابين عنه . أو أمره عليه السلام بمحبتهم ونصرتهم وعلى كل فالجملة إما إخبارية أو إنشائية . فالاحتمال الأول وهو الإخبار بوجوب حبه على المؤمنين فمما لا طايل تحته ، وليس بأمر مجهول عندهم لم يسبقه التبليغ حتى يأمر به في تلك الساعة ويناط التواني عنه بعدم تبليغ شئ من الرسالة كما في نص الذكر الحكيم ، فيحبس له الجماهير ، و يعقد له ذلك المنتدى الرهيب ، في موقف حرج لا قرار به ، ثم يكمل به الدين ، وتتم به النعمة ، ويرضي الرب ، كأنه قد أتى بشئ جديد ، وشرع ما لم يكن وما لا يعلمه المسلمون ، ثم يهنأه من هنأه بأصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، مؤذنا بحدوث أمر عظيم فيه لم يعلمه القائل قبل ذلك الحين ، كيف ؟ وهم يتلون في آناء الليل وأطراف النهار قوله سبحانه : والمؤمنون بعضهم أولياء بعض . وقوله تعالى : إنما المؤمنون إخوة . مشعرا بلزوم التوادد بينهم كما يكون بين الأخوين ، نجل نبينا الأعظم عن تبليغ تافه مثله ، ونقدس إلهنا الحكيم عن عبث يشبهه . والثاني : وهو إنشاء وجوب حبه ونصرته بقوله ذلك ، وهو لا يقل عن المحتمل الأول في التفاهة ، فإنه لم يكن هناك أمر لم ينشأ وحكم لم يشرع حتى يحتاج إلى بيانه الانشائي كما عرفت ، على أن حق المقام على هذين الوجهين أن يقول صلى الله عليه
365
نام کتاب : الغدير نویسنده : الشيخ الأميني جلد : 1 صفحه : 365