responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغدير نویسنده : الشيخ الأميني    جلد : 1  صفحه : 364


بما يشبه التهديد إن لم يبلغ حبسه هنالك ، فيكون صلى الله عليه وآله قد عقد هذا المحتفل والناس قد أنهكهم وعثاء السفر ، وحر الهجير ، وحراجة الموقف حتى أن أحدهم ليضع ردائه تحت قدميه ، فيرقي هنالك منبر الأهداج ، ويعلمهم عن الله تعالى أن نفسه نعيت إليه ، وهو مهتم بتبليغ أمر يخاف فوات وقته بانتهاء أيامه ، وأن له الأهمية الكبرى في الدين والدنيا فيخبرهم عن ربه بأمور ليس للإشادة بها أي قيمة وهي : أن من كان هو صلى الله عليه وآله مصطحبا أو جارا أو مصاهرا له أو نزيلا عنده أو قريبا منه بأي المعنيين فعلي كذلك . لاها الله لا نحتمل هذا في أحد من أهل الحلوم الخائرة ، والعقليات الضعيفة ، فضلا عن العقل الأول ، والانسان الكامل نبي الحكمة ، وخطيب البلاغة ، فمن الإفك الشائن أن يعزى إلى نبي الاسلام إرادة شئ منها ، وعلى تقدير إرادة شئ منها فأي فضيلة فيها لأمير المؤمنين عليه السلام حتى يبخبخ ويهنأ بها ، ويفضلها سعد ابن أبي وقاص في حديثه [1] على حمر النعم لو كانت ، أو تكون أحب إليه من الدنيا وما فيها ، عمر فيها مثل عمر نوح .
وأما المنعم : فلا ملازمة في أن يكون كل من أنعم عليه رسول الله صلى الله عليه وآله يكون أمير المؤمنين عليه السلام منعما عليه أيضا بل من الضروري خلافه ، إلا أن يراد أن من كان النبي صلى الله عليه وآله منعما عليه بالدين والهدى والتهذيب و الارشاد والعزة في الدنيا والنجاة في الآخرة فعلي عليه السلام منعم عليه بذلك كله لأنه القائم مقامه ، والصادع عنه ، وحافظ شرعه ، ومبلغ دينه ، ولذلك أكمل الله به الدين ، وأتم النعمة بذلك الهتاف المبين ، فهو حينئذ لا يبارح معنى الإمامة الذي نتحراه ، ويساوق المعاني التي نحاول إثباتها فحسب .
وأما العقيد : فلا بد أن يراد به المعاقدة والمعاهدة مع بعض القبايل للمهادنة أو النصرة فلا معنى لكون أمير المؤمنين عليه السلام كذلك إلا أنه تبع له في كل أفعاله وتروكه ، فيساوقه حينئذ المسلمون أجمع ، ولا معنى لتخصيصه بالذكر مع ذلك الاهتمام الموصوف ، إلا أن يراد أن لعلي عليه السلام دخلا في تلك المعاهدات التي عقدها رسول الله صلى الله عليه وآله لتنظيم السلطنة الإسلامية ، وكلائة الدولة عن الملاشات



[1] راجع ص 38 - 41 .

364

نام کتاب : الغدير نویسنده : الشيخ الأميني    جلد : 1  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست