responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الغدير نویسنده : الشيخ الأميني    جلد : 1  صفحه : 366


وآله : من كان مولاي فهو مولى علي أي محبه وناصره ، فهذان الاحتمالان خارجان عن مفاد اللفظ ، ولعل سبط ابن الجوزي نظر إلى هذا المعنى وقال في تذكرته ص 19 : لم يجز حمل لفظ المولى في هذا الحديث على الناصر . وسيأتي لفظه بتمامه .
على أن وجوب المحبة والمناصرة على هذين الوجهين غير مختص بأمير المؤمنين عليه السلام وإنما هو شرع سواء بين المسلمين أجمع ، فما وجه تخصيصه به والاهتمام بأمره ؟ وإن أريد محبة أو نصرة مخصوصة له تربو عن درجة الرعية كوجوب المتابعة ، وامتثال الأوامر ، والتسليم له ، فهو معنى الحجية والإمامة ، لا سيما بعد مقارنتها بما هو مثلها في النبي صلى الله عليه وآله بقوله : من كنت مولاه ، والتفكيك بينهما في سياق واحد إبطال للكلام .
والثالث : وهو إخباره بوجوب حبهم أو نصرتهم عليه ، فكان الواجب عندئذ إخباره صلى الله عليه وآله عليا والتأكيد عليه بذلك لا إلقاء القول به على السامعين ، وكذلك إنشاء الوجوب عليه وهو المحتمل الرابع ، فكان صلى الله عليه وآله في غنى عن ذلك الاهتمام وإلقاء الخطبة واستسماع الناس والمناشدة في التبليغ ، إلا أن يريد جلب عواطف الملأ وتشديد حبهم له عليه السلام إذا علموا أنه محبهم أو ناصرهم ليتبعوه ، ولا يخالفوا له أمرا ، ولا يردوا له قولا .
وبتصديره صلى الله عليه وآله الكلام بقوله : من كنت مولاه . نعلم أنه على هذا التقدير لا يريد من المحبة أو النصرة إلا ما هو على الحد الذي فيه صلى الله عليه وآله منهما ، فإن حبه ونصرته لأمته ليس كمثلهما في أفراد المؤمنين ، وإنما هو صلى الله عليه آله يحب أمته فينصرهم بما أنه زعيم دينهم ودنياهم ، ومالك أمرهم وكالئ حوزتهم ، وحافظ كيانهم ، وأولى بهم من أنفسهم ، فإنه لو لم يفعل بهم ذلك لأجفلتهم الذئاب العادية ، وانتأشتهم الوحوش الكواسر ، ومدت إليه الأيدي من كل صوب وحدب ، فمن غارات تشن ، وأموال تباح ، ونفوس تزهق ، وحرمات تهتك ، فينتقض غرض المولى من بث الدعوة ، وبسط أديم الدين ، ورفع كلمة الله العليا ، بتفرق هاتيك الجامعة ، فمن كان في المحبة والنصرة على هذا الحد فهو خليفة الله في أرضه ، وخليفة رسوله ، والمعنى على هذا الفرض لا يحتمل غير ما قلناه .

366

نام کتاب : الغدير نویسنده : الشيخ الأميني    جلد : 1  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست