أن ينالوا من 1 قبلي ثم قالوا : هلم فبايع وإلا جاهدناك ، فبايعت مستكرها وصبرت محتسبا ، فقال قائلهم 2 : يا ابن أبي طالب إنك على هذا الأمر لحريص فقلت : أنتم أحرص مني وأبعد ، أأنا أحرص إذا 3 طلبت تراثي وحقي الذي جعلني الله ورسوله أولى به ؟ أم أنتم إذ تضربون وجهي دونه ؟ وتحولون بيني وبينه ؟ ! فبهتوا 4 ، والله لا يهدي القوم الظالمين 5 . اللهم إني أستعديك على قريش 6 فإنهم قطعوا رحمي ، وأصغوا 7 إنائي ،
1 - في الأصل : " ممن " . 2 - قال الرضي ( ره ) في باب المختار من الخطب من النهج تحت عنوان : " من خطبة له عليه السلام " : " الحمد لله الذي لا توارى عنه سماء سماءا ولا أرض أرضا [ منها ] وقد قال قائل : إنك على هذا الأمر يا ابن أبي طالب لحريص ( الخطبة ، ص 495 ج 2 شرح النهج ) " . وبما أن في هذه الخطبة وشرحها من ابن أبي الحديد فوائد نفيسة ، جديرة بأن تذكر هنا وكان المقام لا يسعها ذكرناها في تعليقات آخر الكتاب . ( أنظر التعليقة رقم 38 ) . 3 - في شرح النهج والبحار : " أينا أحرص ؟ أنا الذي " . 4 - قال المجلسي ( ره ) : " فبهتوا ، في بعض النسخ : فهبوا ، أي انتبهوا لكن لم ينفعهم الانتباه " . أقول : هو من : " هب الرجل من النوم = انتبه واستيقظ " 5 - ذيل آية 258 سورة البقرة . 6 - قال الشريف الرضي - رضي الله عنه - في نهج البلاغة في باب المختار من الخطب تحت عنوان " من كلام له عليه السلام " ما نصه ( أنظر شرح النهج لابن أبي الحديد ( ج 3 ص 36 ) : " اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم فإنهم قد قطعوا رحمي ، وأكفؤوا إنائي ، وأجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري ، وقالوا : ألا إن في - الحق أن تأخذه ، وفي الحق أن تمنعه ، فاصبر مغموما أو مت متأسفا ، فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا ذاب ولا مساعد إلا أهل بيتي فضننت بهم عن المنية فأغضيت على القذى وجرعت ريقي على الشجى ، وصبرت من كظم الغيظ على أمر من العلقم وآلم للقلب من حز الشفار " قائلا بعده : " وقد مضى هذا الكلام في أثناء خطبة متقدمة إلا أنى ذكرته ههنا لاختلاف الروايتين " . أقول : يريد ( ره ) بقوله هذا ما أورده فيما تقدم من نقل المختار في ذلك الباب تحت عنوان " من خطبة له ( ع ) " : " الحمد لله الذي لا توارى عنه سماء سماءا ولا أرض أرضا وقد قال قائل : إنك على هذا الأمر يا ابن أبي طالب لحريص ( الخطبة ) " كما أشرنا إليه قبيل ذلك . ثم لا يخفى أن الرضي ( ره ) قد أورد أيضا شيئا من هذا الكتاب في أوائل باب المختار من الخطب كما أشرنا إليه فيما تقدم ( أنظر ص 302 ) . 7 - في النهج : " وأكفأوا " قال الميداني في مجمع الأمثال : " ما أصغيت لك إناءا ولا أصفرت لك فناءا ، أي ما تعرضت لأمر تكرهه يعني لم آخذ إبلك فيبقى إناؤك مكبوبا لا تجد لبنا تحلبه فيه ، ويبقى فناؤك خاليا لا تجد بعيرا فتبرك فيه ، وذكر عن علي عليه السلام أنه قال : اللهم إني أستعديك على قريش فإنهم أصغوا إنائي وصغروا عظيم منزلتي وقدري " وقال ابن الأثير في النهاية : " ( ه ) في حديث الهرة : أنه كان يصغي لها الإناء أي يميله ليسهل له الشرب منه " . وقال المجلسي ( ره ) : " قال الجوهري : صغا يصغو ، ويصغي صغوا أي مال ، وأصغيت إلى فلان إذا ملت بسمعك نحوه ، وأصغيت الإناء أملته ، يقال : فلان مصغي إناؤه إذا نقص حقه " .