نام کتاب : العلم والحكمة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 84
3 - الحكمة الحقيقية الحكمة النظرية مقدمة للحكمة العملية ، والحكمة العملية مقدمة للحكمة الحقيقية . وما لم يبلغ المرء هذه الدرجة من الحكمة ، فليس حكيما بالمفهوم الحقيقي لها ، وإن كان أستاذ الكل في الكل . الحكمة الحقيقية هي جوهر العلم وحقيقته ونوره ، مما مر شرحه في مدخل الكتاب . ولذا تترتب عليها خواص العلم الحقيقي وآثاره . ومن أهم آثار حقيقة العلم الواردة في القرآن الكريم : " خشية الله " : * ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) * [1] . ويترتب هذا الأثر نفسه على الحكمة أيضا في كلام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، حيث قال : " خشية الله عز وجل رأس كل حكمة " [2] . الحكمة الحقيقية نورانية [3] يمن بها الله تعالى على الإنسان ، نتيجة العمل بالحكمة النظرية . وهذه النورانية ، كما جاء في تفسير الإمام الصادق ( عليه السلام ) للحكمة ، هي ضد الهوى [4] . وعندما يستنير القلب ، يفر منه الهوى ، وتضعف الشهوة [5] حتى تموت [6] ، ويحيا العقل ، فلا تبقى أرضية في الإنسان لارتكاب الأعمال القبيحة [7] . ولذا تقترن الحكمة بالعصمة [8] . وبالجملة تتوفر للإنسان جميع خصائص الحكيم والعالم الحقيقي ،