responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العلم والحكمة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 28


عندما يفقد العلم جوهره وخاصيته ، فهو والجهل سواء . ولذا قال الإمام علي ( عليه السلام ) : " لا تجعلوا علمكم جهلا " [1] . أي لا تتصرفوا تصرفا يفقد العلم خاصيته ، ويسلب منه اسمه الصحيح .
لقد مني العلم اليوم بهذا المصير المشؤوم بعد فقده جوهره واتجاهه المستقيم السديد ، فأصبح كالجهل قاتلا ، مفسدا ، مدمرا ، بل أصبح أشد ضررا من الجهل !
ما أروع كلام الإمام علي ( عليه السلام ) وما أدقه ! إذ قال :
" رب عالم قتله جهله ، وعلمه معه لا ينفعه " [2] .
المصير المؤسف للعالم الذي يهلك من جهله عجيب حقا . وعندما حدث سعد بن أبي وقاص رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مرة ، بما جرى له في سفره ، قال له مصورا جهل القوم المرسل إليهم : أتيتك من قوم هم وأنعامهم سواء ! فقال له ( صلى الله عليه وآله ) : يا سعد ، ألا أخبرك بأعجب من ذلك ؟ قوم علموا ما جهل هؤلاء ثم جهلوا كجهلهم [3] .
هذا الكلام يعبر لنا عن مصير العلم في واقعنا المعاصر . فالعالم المتحضر ذو العلم اليوم يعاني من الجهل حقا ، وهو ضحية جهله ! وهكذا فعلم البشرية يغزو الفضاء ويصل إلى القمر لكنه عاجز عن أداء أقل دور في حركة الإنسان نحو الكمال المطلق ووعي الإنسانية وتكاملها !
خصائص جوهر العلم خصائص جوهر العلم وآثاره وعلاماته ، في القرآن والأحاديث ، تماثل خصائص وآثار وعلامات حقيقة الحكمة [4] وجوهر العقل [5] ، وهذا التماثل يساعد



[1] راجع ص 449 ح 1931 .
[2] راجع ص 449 ح 1933 .
[3] راجع ص 449 ح 1929 .
[4] راجع ص 81 تحقيق في معنى الحكمة وأقسامها .
[5] راجع العقل والجهل في الكتاب والسنة : معرفة العقل ، علامات العقل .

28

نام کتاب : العلم والحكمة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست