responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العلم والحكمة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 27


إذا فقد العلم جوهره واتجاهه الحقيقي ، فإنه يصبح كالدليل الذي يسوق المرء إلى هاوية الضلال ، بدل أن يهديه إلى سواء السبيل . وهنا كلما تقدم العلم ، كان خطره أكبر على المجتمع الإنساني .
الخطر الكبير الذي يهدد المجتمع البشري اليوم هو أن العلم قد ارتقى كثيرا ، بيد أنه فقد جوهره وخاصيته واتجاهه السديد ، واستخدم باتجاه انحطاط الإنسانية وسقوطها .
ويمكن أن ندرك بتأمل يسير ، الآفات التي فرضها العلم على المجتمع البشري في واقعنا المعاصر ، ونفهم ماذا تجرع الإنسان من ويلات حين قبضت القوى الكبرى على سلاح العلم ، ونعرف كيف تعامل الناهبون - الذين استغلوا العلم لسلب الإنسان ماديا ومعنويا - بقسوة ، ولا يرحمون أحدا .
قال برشت " الإنسان المعاصر متنفر من العلم ، لأن العلم هو الذي أوجد الفاشية وفرضها على البشرية ، والعلم هو الذي وسع رقعة الجوع لأول مرة ، بحيث غدا اثنان - من كل ثلاثة في العالم - جياعا [1] .
هل يمكن أن نسمي وسائل النهب ، والجوع ، والقتل ، والفساد علما ؟ !
أهو علم ونور هذا الذي يسوق المجتمع شطر الفساد والضياع ، أم هو الجهل والظلمة ؟
هنا يستبين معنى الكلام النبوي الدقيق ، إذ قال ( صلى الله عليه وآله ) : " إن من العلم جهلا " [2] .
يثار هنا سؤال يقول : كيف يصير العلم جهلا ؟ ألا يعني هذا تناقضا في الكلام ؟
بيد أننا إذا تأملنا فيه تبين لنا أنه ليس تناقضا في الكلام ، بل هو كلام دقيق ذو مغزى .



[1] تاريخ وشناخت أديان : 34 .
[2] راجع ص 448 العالم بلا عمل جاهل .

27

نام کتاب : العلم والحكمة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 27
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست