نام کتاب : العلم والحكمة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 197
القلب بالموعظة كجلاء المرآة بالماء ، وجلاء صدأ القلب بالبلاء صقل للسيف بالنار ، فإن كثيرا من أنواع الصدأ لا يمكن أن يعالج إلا بالنار . من هنا قال القرآن الكريم في فلسفة البلاء ومصائب الحياة : * ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ) * [1] . وفي هذا المجال قال الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : " إذا رأيت الله سبحانه يتابع عليك البلاء فقد أيقظك " [2] . ج - حجب سميكة غير قابلة للزوال إذا تراكم صدأ حجب المعرفة بنحو فسد معه جوهر مرآة القلب ، فإن نار البلاء تعجز عن صقل جوهر الروح ، وحينئذ يتعذر علاج المريض كما قال علي ( عليه السلام ) : " ومن لم ينفعه الله بالبلاء والتجارب لم ينتفع بشئ من العظة " [3] ، أجل " كيف يراعي النبأة من أصمته الصيحة " [4] ؟ ! علامة مرض المعرفة الذي يتعذر علاجه هي أن المريض يمنى بتعصب شديد في عقائده الباطلة ، ولا يستعد لقبول الحق أبدا . وفي وصف أمثاله قال تعالى : " وأضله الله على علم " . وليس للموعظة ولسوط البلاء أن يجلوا الصدأ عن قلوب هؤلاء المرضى المتعصبين ، بل ليس لإعجاز أي نبي أن يعالج مرضهم . لذا قال عيسى ( عليه السلام ) : " داويت المرضى فشفيتهم بإذن الله ، وأبرأت الأكمه والأبرص بإذن الله ، وعالجت الموتى فأحييتهم بإذن الله . وعالجت الأحمق فلم أقدر على إصلاحه ! فقيل : يا روح الله ، وما الأحمق ؟ قال : المعجب برأيه ونفسه ، الذي يرى الفضل كله له لا عليه ويوجب الحق