نام کتاب : العلم والحكمة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 198
كله لنفسه ولا يوجب عليها حقا ، فذاك الأحمق الذي لا حيلة في مداواته " [1] . ويمكن أن نقسم المتعصبين المعاندين الذين لا يتسنى زوال الحجب عنهم إلى قسمين : الأول : الذين يتنبهون ويعترفون بالحق إذا نزل بهم عذاب الاستئصال ، أي البلاء الذي يعقبه الموت والهلاك . الثاني : الذين لا يتنبهون ولا يؤثر فيهم عذاب الاستئصال . كان فرعون من القسم الأول وأبو جهل من القسم الثاني . لقد مني فرعون وأتباعه بالتعصب والكبر واللجاجة ، وبعامة بحجب المعرفة ، بحيث لم تنبههم مواعظ موسى ( عليه السلام ) [2] ، ولا احتجاجاته لإثبات التوحيد [3] ، ولا معجزاته لإثبات نبوته [4] ، ولا البلايا والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية [5] التي حلت بهم نتيجة مخالفتهم للحق ، بيد أن سوط " عذاب الاستئصال " أرغم فرعون على الاعتراف بالحق : * ( فلما أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ) * [6] ! أما أبو جهل فلم يذعن للحق حتى عند الموت ، لذا عندما مر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على القتلى بعد معركة بدر ووصل إلى جسد أبي جهل ، قال : " إن هذا أعتى على الله من فرعون ، إن فرعون لما أيقن بالهلاك وحد الله ، وإن هذا لما أيقن بالهلاك دعا باللات والعزى " [7] . إن الذين لا يفيقون من مواعظ الأنبياء وتحذيرهم ، ولا يؤثر فيهم سوط البلاء ، بل سوط عذاب الاستئصال أيضا ، فإن سوط الموت يوقظهم ويزيل حجب الغفلة
[1] الاختصاص : 221 عن أبي الربيع الشامي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وراجع ص 169 " العجب " . [2] النازعات : 18 و 19 ، طه : 43 و 44 / طه : 49 و 50 / الإسراء : 101 / الأعراف : 130 و 133 / يونس : 90 . [3] النازعات : 18 و 19 ، طه : 43 و 44 / طه : 49 و 50 / الإسراء : 101 / الأعراف : 130 و 133 / يونس : 90 . [4] النازعات : 18 و 19 ، طه : 43 و 44 / طه : 49 و 50 / الإسراء : 101 / الأعراف : 130 و 133 / يونس : 90 . [5] النازعات : 18 و 19 ، طه : 43 و 44 / طه : 49 و 50 / الإسراء : 101 / الأعراف : 130 و 133 / يونس : 90 . [6] النازعات : 18 و 19 ، طه : 43 و 44 / طه : 49 و 50 / الإسراء : 101 / الأعراف : 130 و 133 / يونس : 90 . [7] أمالي الطوسي : 310 / 626 .
198
نام کتاب : العلم والحكمة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 198