نام کتاب : العلم والحكمة في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 196
بعبارة أخرى : جعل الله تعالى دواءين في نظام الخلقة لعلاج المرضى المصابين بمرض حجب العلم والحكمة : أحدهما تعاليم الأنبياء ، والآخر الحوادث الطبيعية المرة المثيرة للعبر . يعالج القرآن الكريم ، الذي هو أكمل المناهج في تعاليم الأنبياء ، مرضى المعرفة عن طريق الموعظة ، والتقوى ، وذكر الله ، والدعاء ، والاستعاذة بالحق ، والتوبة . إلى جانب تعاليم الأنبياء التي هي الدواء الأساس لأمراض الروح ، بخاصة أمراض المعرفة ، فإن البلايا والحوادث المرة تعتبر الدواء المهدأ لهذه الأمراض ، وهي توصف عند الضرورة : * ( وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون ) * [1] . 5 - الحجب التي لا تقبل الزوال حجب العلم والحكمة ثلاثة ، اثنان منها تعالج بأدوية المعرفة ، وواحدة لا يتسنى علاجها : أ - حجب رقيقة حجب العلم والحكمة التي مر شرحها في الفصل الأول جراثيم مرض الروح وحجب القلب الحائلة دون نور العلم . وهذه الحجب رقيقة في بداية المرض ، يمكن لتعاليم الأنبياء أن تزيلها بيسر . ب - حجب سميكة قابلة للزوال إذا لم تعالج حجب المعرفة فإن حجب الفكر والقلب تتراكم تدريجا . وهذه الحجب المتراكمة تعالج ما دامت لا تفسد جوهر مرآة القلب . وقد يستعان بدواء البلاء من أجل تمزيق هذه الحجب ، وهذا الدواء أقوى من دواء الموعظة . إن جلاء صدأ