نام کتاب : العقل والجهل في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 24
من حيث ما تتسم به من تماسك وابتعاد عن الخطأ ، وتسمى من ناحية أخرى ب " العقل " من حيث يدفع الانسان إلى فعل الخير ويمنعه عن الانزلاق فكرا وعملا ، ويمكن البرهنة على هذا الزعم بكل جلاء من خلال استقراء مبادئ وصفات وآثار وآفات وعوائق العلم والحكمة [1] والعقل [2] . العقل النظري والعقل العملي : هنالك رأيان في تفسير معنى العقل النظري والعقل العملي : يذهب الرأي الأول إلى أن العقل هو مبدأ الإدراك ، ولا يوجد في هذا الصدد أي فارق بين العقل النظري والعقل العملي ، وإنما يكمن الفارق في الهدف ، فإذا كان الهدف من إدراك الشئ هو معرفته لا العمل به ، يسمى مبدأ الإدراك حينئذ بالعقل النظري ، من قبيل إدراك حقائق الوجود ، أما إذا كان الهدف من الإدراك هو العمل ، فيسمى مبدأ الإدراك عند ذاك بالعقل العملي ، من قبيل معرفة حسن العدل وقبح الجور ، وحسن الصبر وقبح الجزع ، وما إلى ذلك . وقد نسب هذا الرأي إلى مشاهير الفلاسفة . ويمثل العقل العملي - وفقا لهذا الرأي - مبدءا للإدراك وليس كمحفز أو دافع . ويذهب الرأي الثاني إلى القول بأن التفاوت بين العقل النظري والعقل العملي تفاوت في الجوهر ، أي في طبيعة الأداء الوظيفي لكل منهما ، فالعقل النظري هو عبارة عن مبدأ الإدراك سواء كان الهدف من الإدراك هو المعرفة أم العمل ، والعقل العملي مبدأ للدوافع والمحفزات لا الإدراك ، ومهمة العقل العملي هي تنفيذ مدركات العقل النظري .
[1] راجع كتاب " العلم والحكمة في الكتاب والسنة " / ص 45 " مبادئ الإلهام " ، ص 157 " حجب العلم والحكمة " ، ص 183 " ما يزيل الحجب " و . . . . [2] راجع ص 79 " ما يقوي العقل " ، ص 91 " علامات العقل " ، ص 141 " آفات العقل " ، ص 155 " أحكام العاقل " .
24
نام کتاب : العقل والجهل في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 24