نام کتاب : العقل والجهل في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 25
وأول من قال بهذا الرأي - على الأشهر - هو ابن سينا ، ومن بعده قطب الدين الرازي صاحب المحاكمات ، وأخيرا المحقق النراقي صاحب كتاب " جامع السعادات " [1] . أقول : النظرية الأولى أقرب إلى معنى كلمة العقل ، والأصح هو تفسير العقل العملي بمبدأ الإدراك والحفز ، وذلك لأن الشعور الذي يتعاطى مع القيم الأخلاقية والعملية هو مبدأ الإدراك ، وهو في الوقت ذاته مبدأ للدفع والحفز . وقوة الإدراك هذه هي ذات العنصر الذي سمي من قبل بالوجدان الأخلاقي وسمته النصوص الإسلامية بعقل الطبع ، وهو ما سنوضحه فيما يأتي : عقل الطبع وعقل التجربة : وبدلا من تقسيم العقل إلى نظري وعملي وضعت له النصوص الإسلامية تقسيما من نوع آخر ، وصنفته إلى " عقل طبع " و " عقل تجربة " أو " عقل مطبوع " و " عقل مسموع " ، حيث قال الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في هذا المضمار : " العقل عقلان ، عقل الطبع وعقل التجربة ، وكلاهما يؤدي المنفعة " . وقال أيضا : رأيت العقل عقلين * فمطبوع ومسموع لا ينفع مسموع * إذا لم يك مطبوع كما لا تنفع الشمس * وضوء العين ممنوع [2] . ومما يسترعي الانتباه في هذا المجال هو ما روي عن الإمام علي ( عليه السلام ) فيما يخص هذا التقسيم ، حيث روي عنه أنه قال بشأن العلم : " العلم علمان ، مطبوع ومسموع ، ولا ينفع المسموع إذا لم يكن المطبوع " [3] .
[1] جامع السعادات : 1 / 57 . [2] راجع ص 42 / أنواع العقل . [3] راجع كتاب " العلم والحكمة في الكتاب والسنة " : 36 / 4 .
25
نام کتاب : العقل والجهل في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 25