نام کتاب : العقل والجهل في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 20
واستجلاء الحق من الباطل ، وفرز الخير من الشر ، ومعرفة الصالح من الطالح . وإذا أتيح تقوية هذه الطاقة النورانية وهذا الشعور الخفي ، يتسنى للإنسان عند ذاك اكتساب إدراكات تفوق التصور ، حتى أنه يصبح قادرا على سبر أغوار عالم الغيب ببصيرة غيبية ، ويتحول الغيب أمامه إلى شهود [1] . وهذه المرتبة من العقل هي التي عبرت عنها النصوص الإسلامية بمرتبة اليقين . 2 - مبدأ التفكير : الاستخدام الآخر للعقل في النصوص الإسلامية يتمثل في النظر إليه كمبدأ للتفكير ، ويعرف العقل في مثل هذه الموارد كمنشأ للفطنة والفهم والحفظ [2] ، وموضعه الدماغ [3] . وتعتبر الآيات والأحاديث التي تحث الانسان على التعقل والتفكير ، وكذا الأحاديث التي تطرح العقل التجريبي وعقل التعلم إلى جانب عقل الطبع وعقل الموهبة ، نماذج لاستخدام كلمة العقل بمعنى مبدأ التفكير . 3 - الوجدان الأخلاقي : وهو قوة كامنة في أعماق ذات الانسان تحثه على التحلي بالفضائل الأخلاقية وتردعه عن ركوب الرذائل . أو يمكن القول بعبارة أخرى : إنه شعور بانجذاب فطري نحو الفضيلة ونفور تلقائي من الرذيلة . فلو افترض الانسان نفسه في معزل عن جميع المعتقدات والتقاليد والأعراف الدينية والاجتماعية ، فإذا تصور مفاهيم العدل والجور ، والخير والشر ، والصدق والكذب ، والوفاء بالعهد ونقض العهد ، فإن فطرته تحكم بأن العدل والخير والصدق
[1] راجع كتاب " العلم والحكمة في الكتاب والسنة " مبادئ العلم والحكمة : 1 / 3 القلب . [2] راجع ص 53 / ح 55 وص 287 / ح 287 . [3] راجع ص 40 / موضع العقل : ح 19 ، 20 ، 21 .
20
نام کتاب : العقل والجهل في الكتاب والسنة نویسنده : محمد الريشهري جلد : 1 صفحه : 20