نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 91
تطاول ليلي بالهمومِ الطوارقِ * فصافحتُ من دهري وجوه البوائقِ أأخدعه والخدع فيه سجيّة * أم أعطِيه من نفسي نصيحةَ وامقِ أم أقعد في بيتي وفي ذاك راحةٌ * لشيخ يخاف الموتَ في كلِّ شارق فلمّا أصبح دعا مولاه وردان - وكان عاقلا - فشاوره في ذلك . فقال وردان : إنّ مع عليٍّ آخرةً ولا دنيا معه ، [ وهي التي تبقى لك وتبقى لها ] ، ومع معاوية دنيا ولا آخرة معه ، وهي التي لا تبقى على أحد ، فانظر لنفسك أيّهما تختار ؟ فتبسّم عمرو وقال : يا قاتَلَ الله ورداناً وفطنتَهُ * لقد أصابَ الذي في القلبِ وردانُ لمّا تعرّضت الدنيا عرضت لها * بحرص نفسي وفي الأطباع إدهانُ نفسي تعفّ وأُخرى الحرص يغلبها * والمرءُ يأكلُ تبناً وهو غرثانُ أمّا عليٌّ فدين ليس تشرِكُه * دنيا وذاك له دنيا وسلطانُ فاخترت من طمعي دنيا على بصري * وما معي بالذي أختارُ برهانُ إنّي لأعرف ما فيها وأُبصره * وفيَّ أَيضاً لما أهواه ألوانُ لكنّ نفسي تُحِبُّ العيشَ في شرف * وليس يرضى بذلّ النفسِ إنسانُ ثمّ إنّ عمراً رحل إلى معاوية ، فمنعه ابنه عبد الله ووردان فلم يسمع ، فلمّا بلغ مفرق الطريقين : طريق العراق وطريق الشام ، قال له وردان : طريق العراق طريق الآخرة ، وطريق الشام طريق الدنيا ، فأيّهما تسلك ؟ قال : طريق الشام ( 1 ) . الحديث الثالث والسبعون بإسناده إلى واثلة بن الأسقع قال : لمّا جمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عليّاً وفاطمة والحسن
1 . المناقب للخوارزمي : 198 - 202 ، في قتاله أهل الشام ؛ وروى نحوه نصر بن مزاحم في وقعة صفّين : 34 وما بعدها .
91
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 91