نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 90
وقد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " أما ترضى أَن يكون سلمك سلمي وحربك حربي وتكون أخي ووليّي في الدنيا والآخرة ؟ ! يا أبا الحسن ، من أحبّك فقد أحبّني ، ومن أَبغضك فقد أَبغضني ، ومن أَحبّك أدخله الله الجنّة ، ومن أبغضك أدخله الله النار " . وكتابك - يا معاوية - الذي هذا جوابه ليس ممّا ينخدع من له عقل أو دين . والسلام . ثمّ كتب إليه معاوية يعرض عليه الأموال والولايات ، وكتَبَ في آخر كتابه : جهلتَ ولم تعلَمْ محلَّكَ عندنا * فأرسلتَ شيئاً من خطاب وما تدري فثقْ بالذي عندي لك اليوم آنقاً * من العزّ والإكرام والجاه والقدر فأكتب عهداً ترتضيه موكّداً * وأُشفِعه بالبذل منّي وبالبرّ فكتب إليه عمرو بن العاص : أبى الْقَلْبُ مِنِّي أن أُخادعَ بالمكر * بقتل ابن عفّان أُجرّ إلى الكفرِ وإنّي لَعمرو ذو دهاء وفِطنة * ولستُ أبيعُ الدينَ بالربحِ والدفرِ فلو كنتُ ذا عقل ورأي وحيلة * لقلتُ لهذا الشيخ إن خاضَ في الأمرِ تحيّةَ منشور جليل مكرّم * بخطٍّ صحيح ذي بيان على مصرِ أليس صغيراً ملكُ مصر ببيعة * هي العارُ في الدنيا على العقبِ من عمرو فإن كنت ذا ميل شديد إلى العُلى * وإمرةِ أهلِ الدين مثل أبي بكرِ فأشركْ أخا رأي وعزم وحيلة * معاويَ في أمر جليل من الذكرِ فإنَّ دواءَ الليث صعبٌ على الورى * وإن غابَ عمرو زيد شرٌّ إلى شرٍّ فكتب معاوية منشور مصر ، ونفذه إليه . وبقي عمرو متفكّراً لا يدري ما يصنع حتّى ذهب عنه النوم وقال :
90
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 90