نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 40
برسول اللّه في نفر من الملائكة ، لم أنكر منهم شيئاً ، فصرت متحيّراً أنظر إليه ، فلمّا أطلت [ النظر ] قال لي : " هل رأيته ؟ " فقلت : نعم ، فقال : " أغمض عينيك " فغمضتهما ، ثمّ قال : " افتحهما " فإذا لا عين ولا أثر ! قال سلمان : فقلت له : يا أمير المؤمنين ، هل رأيت من عليّ غير ذلك ؟ قال : نعم ، لا أكتم عنك خصوصاً ، إنّه استقبلني يوماً وأخذ بيدي ومضى [ بي ] إلى الجبّانة ، وكنّا نتحدّث في الطريق وكان بيده قوس ، فلمّا صرنا بالجبّانة رمى بقوسه من يده فصار ثعباناً عظيماً مثل ثعبان موسى ( عليه السلام ) ، ففغر فاه ( 1 ) وأقبل نحوي ليبتلعني ، فلمّا رأيت [ ذلك ] طار روحي ( 2 ) من الخوف وتنحّيت وضحكت في وجه عليّ وقلت : الأمان [ يا عليّ بن أبي طالب ] ، واذكر ما كان بيني وبينك من الجميل ! فلمّا سمع منّي هذا القول استفرغ ضاحكاً فقال : " لطفت في الكلام ، فإنّا أهل بيت نشكر القليل " فضرب بيده إلى الثعبان وأخذه فإذا هو قوسه الذي كان بيده ! ثمّ قال [ عمر : يا سلمان ، إنّي كتمت ذلك عن كلّ أحد وأخبرتك به ] ، يا أبا عبد الله ، إنّهم أهل بيت يتوارثون هذه الأُعجوبة كابراً عن كابر ، ولقد كان [ إبراهيم يأتي بمثل ذلك ، وكان ] عبد الله وأبو طالب يأتيان بأمثال ذلك في الجاهليّة ، وأنا لا أُنكر فضل عليّ وسابقته ونجدته وكثرة علمه ، فارجع إليه ، واعتذر عنّي إليه ، وأثنِ عنّي عليه الجميل ( 3 ) . [ الحديث ] الحادي والثلاثون عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عبد الله بن عباس أنّه قال : إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان جالساً في المسجد إذ دخل عليه رجلان فاختصما إليه ،
1 . في الفضائل : " ففتح فاه " . 2 . في الفضائل : " قلبي " . 3 . الفضائل لشاذان بن جبرئيل : 63 - 64 ، وما بين المعقوفين منه .
40
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 40