responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي    جلد : 1  صفحه : 41


وكان أحدهما من الخوارج ، فتوجّه الحكم على الخارجيّ فحكم عليه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقال له الخارجي : والله ما حكمت بالسويّة ولا عدلت في الرعيّة ( 1 ) ، وما قضيّتك عند الله تعالى بمرضيّة !
فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) - وأومأ بيده إليه - : " اِخسأ يا عدوّ الله ! " فاستحال كلباً أسود !
فقال ابن عباس ( 2 ) : فوالله لقد رأينا تطاير ثيابه عنه في الهواء ، وجعل يتبصبص لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ودمعت عيناه في وجهه ، ورأينا أمير المؤمنين قد رقَّ له ، فلحظ السماء وحرَّك شفتيه بكلام ، فوالله لقد رأيناه وقد عاد إلى حال الإنسانيّة ، وتراجعت ثيابه من الهواء حتّى سقطت على كتفيه ، فرأيناه وقد خرج من المسجد وأنّ رجليه ليضطربان ! ! فبهتنا ننظر إلى أمير المؤمنين [ ( عليه السلام ) ] فقال [ لنا ] : " ما بالكم تنظرون وتتعجّبون ؟ ! " فقلنا : يا أمير المؤمنين ، كيف لا نتعجّب وقد صنعتَ ما صنعتَ ؟ !
فقال : " أما تعلمونَ أنَّ آصف بن برخيا وصىّ سليمان بن داود ( عليه السلام ) قد صنع ما هو قريب من هذا الأمر ، فقصّ الله عزّوجلّ قصّته حيثُ يقول : ( أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَبِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَأهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ وقَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّى لِيَبْلُوَنِي أأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ . . . ) ( 3 ) إلى آخر الآية ، فأيّهما أكرم على الله تعالى :
نبيُّكم أم سليمان ؟ " .
قالوا : إنّ نبيَّنا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أكرم يا أمير المؤمنين .
قال : " فوصِيُّ نبيِّكم أكرم من وصيِّ سليمان ، وإنّما كان عند وصيّ سليمان من


1 . في المصدر " القضيّة " . 2 . في المصدر : " فقال من حضره " . 3 . النمل ( 27 ) : 38 - 40 .

41

نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست