responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي    جلد : 1  صفحه : 39


وكرهت أن أعتب عليك في وجهك ، فينبغي أن لا تذكر فيّ إلاّ الحقّ ، أفقد أغضيت على القذى إلى أن يبلغ الكتاب أجله " .
فنهض إليه سلمان ( رضي الله عنه ) وأبلغه ذلك وعاتبه ، ثمّ ذكّره مناقب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فوصف فضله وبراهينه .
فقال عمر : عندي الكثير من عجائب عليّ ولست بمنكر فضله ، إلاّ أنّه يتنفّس الصعداء ويظهر ( 1 ) البغضاء .
فقال له سلمان : يا أمير المؤمنين ، حدِّثني بشيء ممّا رأيت من عليّ .
فقال عمر : يا أبا عبد الله ، نعم ، خلوت ذات يوم بابن أبي طالب في شيء من أمر الجيش ( 2 ) ، فقطع حديثي وقام من عندي وقال : " مكانك حتّى أعود إليك ، فقد عرضت لي حاجة " فخرج فما كان بأسرع من أن رجع [ عليّ ثانية ] وعلى ثيابه وعمامته غبار كثير ، فقلت له : ما شأنك ؟ فقال : " أقبل نفرٌ من الملائكة وفيهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يريدون مدينة بالمشرق يقال لها " صيحون " فخرجت لأُسلّم عليه وهذه الغبرة ركبتني من سرعة المشي " .
[ قال عمر : ] فضحكت متعجّباً حتّى استلقيت على ظهري ! وقلت له : رجل مات وبلي وأنت تزعم أنّك لقيته الساعة وسلّمت عليه ؟ ! هذا من العجائب وممّا لا يكون ، فغضب ونظر إليّ وقال : " أتكذّبني يا ابن الخطّاب ؟ ! " فقلت له : لا تغضب ، وعُدْ إلى ما كنّا فيه فإنّ هذا ممّا لا يكون أبداً ! قال : " فإن أرايتكه حتّى لا تنكر منه شيئاً استغفرت الله ممّا قُلْتَ وأضمرت ، وأحدثتَ توبة ممّا أنت عليه [ وتركت لي حقّاً ] ؟ " قلت : نعم .
فقال : " قم معي " فخرجت معه إلى طرف المدينة ، فقال : " أغمض عينيك " فغمضتهما ، فمسحهما بيده ثلاث مرّات ، ثمّ قال : " افتحهما " فإذا أنا والله يا أبا عبد الله


1 . في الفضائل " ويبغض " . 2 . في الفضائل : " الخمس " .

39

نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست