نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 102
الحديث الثاني والثمانون عن عبد الواحد بن زيد المصري - رجل من أهل الشيعة - قال : كنتُ حاجّاً إلى بيت اللّه الحرام [ و ] زائراً لقبر النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فبينا أنا ذات يوم بمدينة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فإذا أنا بجارية على نجيب أحمر في هودج أخضر وهي تقول لأُختها : يا أُختاه ، لا وحقّ العادل في الرعيّة ، والمعطي بالسويّة ، والناظر في القضيّة ، بعل فاطمة المرضيّة ، ما كان كيت وكيت . قال عبد الواحد بن زيد : قلت : يا جارية ، ناشدتك الله ، ألا تعلميني من هذا الفتى ؟ قالت : أتشكّ في فضله ؟ قلت : اللهمّ لا . قالت : واللهِ وتاللهِ ، وأيّ فتىً ! عظيم التوكل ، شديد القوى ، يقول فصلا ، ويحكم عدلا ، وينطق فضلا ، ينفجر العلم من فيه ، وينطق الحقّ من نواحيه ، عَلَم الأعلام ، ومنار الإيمان ، وإمام الأُمّة ، وراهب الأئمّة ، فاق المسيح ، وعلا ذكره على كلّ مديح ، هادم الأصنام ، والمتبتّل للصيام ، وكان - صلوات الله عليه - ذا شرف وكرم ، يعجبه من الثياب قصيره ، ومن الطعام شعيره ، ومن الصيام هجيره ، ومن اللّيل قريره ، وبالله أحلف على ما أشرح ، لقد أبصرته في بعض مواقفه وقد أسدل الليل ظلامه وغارت نجومه ، وهو قائمٌ في محرابه قابضٌ على شيبته وقد خضبها بعبرته ، وهو يتململ كما يتململ السليم ويتضرّع كما يتضرّع السقيم ، ويعاتب دنياه فيقول : " يا دنيا ، غُرّي غيري ، إليَّ تشوّقت ؟ ! أم إليّ تعرّضتِ ؟ ! لا حاجة لي فيكِ ولا طمع لكِ فيَّ . ألا يا طالبَ الدنيا ، قليلا قليلا ، مهلا مهلا ! [ في ] حلالها واللهِ حِسابٌ ، و [ في ] حَرامها عقابٌ . أَما والذي إِليه يصير الكلِمُ الطيّب والعَملُ الصّالِحُ يرفعه ، لأصدفنَّ عنكِ أيّ صدوف ، ولأطْوِيَنَّكِ طيّ الصُّحُفِ ! " . قال عبد الواحد بن زيد : فوكفتْ دموعي على خدِّي وقلت : ناشدتُك يا جارية إلاّ ما أخبرتني من هذا الفتى ؟ قالت : والله ذلك ليث بني غالب الإمام عليّ بن أبي طالب ، صلوات الله عليه .
102
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 102