نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 103
قال عبد الواحد بن زيد : فقلت لها : يا جارية ، بمَ استأهل منك هذا الإمامُ مديحك ؟ قالت : كان أبي رجلا من أصحابه ، قتل يوم صفّين بين يديه ، فلمّا كانَ ذات يوم قال لوالدتي : " كيف أصبحت يا أُمّ الأيتام ؟ " قالت : بخير يا أمير المؤمنين ، فأخرجنا إليه أنا وأُختي فألحّ بالنظر إلينا وكان قد ركبنا من الجدريّ ( 1 ) أمر عظيم ، فلمّا رآنا ( عليه السلام ) أنّ لنا وشكا وتمثّل وقال : وما تأوّهتُ من شيء رُزِئتُ به * كما تأوّهتُ للأيتام في الصِغَر قد مات والدُهم مَنْ كان يكفُلهم * في النائبات وفي الأسفار والحضر ثمّ قال : " أدنيهما منّي يا عجوز " فقرّبتنا والدتي إليه وقد كان والله أذهب الجدريّ ببصر عينيّ جميعاً ، فلمّا رآني مدّ يده على عينيّ وتفل فيهما ، فوهبهما الله لي فشفاني ! يا شيخ ، إنّي لأُبصر الجمل الشارد في الليلة الظلماء في البريّة القفراء ، على مسير فرسخ أو فرسخين . قال عبد الواحد بن زيد ، فضربت بيدي إلى كمِّي وأخرجتُ شيئاً من الذهب والفضّة ، وقلت يا جارية : استعيني بهذا على وقتك ، فقالت : إليك عنّا يا رجل ! قد خلّفنا والله أكرم سلف على أفضل خلف . فقلت : فمن السلف والخلف ؟ فقالت : خلّفنا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب على ولده أبي محمّد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ، ومن كان في ضيافة الحسن لا يأخذ ممّا في أيدي الناس ! ثمّ ولّت ، فسألت أُختها عنها ، فقالت : أنا وهي ابنتا عمّار بن ياسر العبسي - رضوان الله عليه - صاحب راية رسول الله وصاحب أمير المؤمنين ( عليهما السلام ) ( 2 ) .
1 . الجدريّ - بضمّ الجيم وفتحها - : مرض يسبّب بثوراً حمراً ببعض الرؤوس ، تنتشر في البدن وتتقيّح سريعاً ، وهو شديد العدوي . 2 . روى نحوه منتخب الدين في الأربعون حديثاً : 76 ، الحكاية الأُولى ؛ وابن شهرآشوب في المناقب 2 : 334 ؛ وفي بحار الأنوار 33 : 47 / 392 ، و 41 : 220 / 32 ، عن بشارة المصطفى : 86 - 87 .
103
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 103