نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 101
على إبداعك السجن إلى أن تكتب إليّ في خلاصك من السجن كما رددتُ إليك ضالَّتَك " . فقلت : والله يا مولاي أنت أعلم بما كان منِّي ومنه ! ! فقال : " امضِ إلى أهلك لا أرغم الله إلاّ بأنفه " . فشاع ذلك بالكوفة ، وكان الناس يأْتوني ويسألوني عن حديثه ، فأُخبرهم به . ثمّ اتّفق لي سفراً إلى البصرة ، فأتيت إلى أمير المؤمنين فقال لي : " إِنَّك لتمضي إِلى البصرة ، فيكون منك كيْتَ وكيت ، ويجري عليك كيت وكيت ، وأَعظمها محنةً أَنَّك لا ترى عليّاً بعد وقتك هذا " . فقلت : يا سيّدي ، لأيّ سخط حال منك عليَّ ؟ أم لماذا ؟ فقال ( عليه السلام ) : " لا سخط عليك ، بل رحلة وغيبة إلى أَجل " . فقلت : يا سيّدي ، فأمتنع عن قصدي لأشهدك في ذلك الوقت ؛ فهو أسرّ إلى قلبي وأبرّ عندي . فقال ( عليه السلام ) : " امضِ لشأنك موفّقاً " . وقد كان شرح لي أُموراً يطولُ شرحها ، عاينتها ووجدتها كما قال ( عليه السلام ) ، ما أخلّ منها شيءٌ ! فلمّا كان من سفري مدّة ستّة أَشْهُر ، قيل بالبصرة : قُتل عليّ بن أبي طالب . فقلت : إنّ عليّاً لا يُقتل ! فدخلت الكوفة وبها كل خارج وخارجة ، فسلّمت جميع ما حوته يدي إلى أهلي وولدي ، وخرجت عنهم ودخلت الجامع ، وآليت أن لا أبرح من عند هذه الأُسطوانة حتّى ألحق به ، أفتعنّفني بما سمعت منِّي ؟ ! فقلت له : ما أعنّفك ، وتركته وانصرفت . فلمّا كان في اليوم الثالث سمعت النداء : مات فلان اليهوديّ مولى عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فحضرت فيمن حضر ، وصلّى عليه جميع أهل الكوفة ، ثمّ دفن ( رحمه الله ) .
101
نام کتاب : العقد النضيد والدر الفريد نویسنده : محمد بن الحسن القمي جلد : 1 صفحه : 101