responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السقيفة أم الفتن نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 97


الخندق وكان وحده يكفي ليقضي عليهم لولا أبو الحسن ( عليه السلام ) وقد رد علي ( عليه السلام ) القوم بضربته التي أنهت فكانت ضربته تساوي عبادة الثقلين - على حد قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - ، ويوم حنين إذ بلغت القلوب الحناجر وظنوا بالله الظنون سوى علي ( عليه السلام ) وحده الذاب ، وعمه العباس اللازم بزمام فرس النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وثلاثة أو خمسة آخرون من بني هاشم يحيطون رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى شاء الله أن ينصرهم ، وفي كل مرة يبرهن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على ضعفهم ، ويبرهنون بالاعتراض على جهلهم ، وتراهم في آخر حملة يؤمر عليهم شابا لم يبلغ العشرين من العمر وهو أسامة ، ليبرهن على قلة حنكتهم وتدبيرهم ، فاعترضوا وأصروا ، فخطبهم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمرهم بالإسراع في الحملة ولعن من تأخر عن جيش أسامة ، وقد ظهر فيما بعد ، إنما كانت مدبرة من حزب يضم رجالا ونساء ، النساء تراقب بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وحاله وتتجسس للرجال وتبعث لهم بالأخبار بين الفينة والفينة .
ورغم لعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لمن تأخر ، تأخروا ، فهو ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا تخفى عليه نواياهم ومكائدهم ، ولا يخفى عليه انقلابهم ، فأراد أن يبرهن على سوء نواياهم فطلب دواة وبياض ليكتب لهم عهدا لن يضلوا بعده أبدا ، هنا كشر الشيطان عن وجهه المملوء بالحقد والحسد والمكيدة والخيانة على لسان أحد تلك العصبة المتآمرة فقال كلمته التي ألقى بها الفتنة : إن الرجل ليهجر حسبنا كتاب الله ، وما كاد يقولها حتى تلقفها أعوانه وأحدثوا ضوضاء أباحوا بها عن نواياهم الكمينة وأغراضهم الدفينة ، كما صرح بعدها عمر صراحة في زمن خلافته لابن عباس ( إنما أراد رسول الله أن يكتب عهد كتابة إلى علي فمنعته " ! [1] ، إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي لا ينطق عن الهوى ، لا يفرق عليه القول في حالة الصحة والمرض لأنه إنما ينطق عن الله ، وإنما خالفوا الله في أوامره ونواهيه ، وقد ظلوا طريق الهداية والصراط المستقيم ، وهل



[1] أنظر : سر العالمين للحجة الغزالي ، وتذكرة خواص الأمة للسبط ابن الجوزي .

97

نام کتاب : السقيفة أم الفتن نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست