responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السقيفة أم الفتن نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 98


هجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عندما أراد أن لا يضلوا ؟ ! أم هجر أبو بكر حينما أراد كتابة العهد فأغمي عليه حتى أتم العهد عثمان لعمر ، فكان جزاءه أن كتب عمر له العهد باسم الشورى ، وقدمها لقمة سائغة لبني أمية حينما ثبت أقدامهم منذ عهد أبي بكر بتوليته لأبناء أبي سفيان في أرض الشام ولابن النابغة في مصر ولأزنى ثقيف المغيرة ابن شعبة وأضرابهم ، في حين قد منع الحديث بقوله : عندنا كلام الله ، كلمة حق أراد بها الباطل .
نعم أراد بها ترك الحديث ، . . ترك سنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفضائل ذريته والأحاديث النازلة فيهم ( عليهم السلام ) وما جاء في علي ( عليه السلام ) من الوصاية والفضائل ، وما يمكن أن يفضح خططهم لأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد أوضح كل شئ بعده ، فأبو بكر لقب خالد بسيف الله عندما قتل مالك بن نويرة وأفراد عشيرته المسلمين ونزا على زوجته وأراد عمر حده ، مع أنه قد ثبت له أن مالكا وجماعته كانوا مسلمين إذ أعطى الدية لأخيه ، وبرأ خالدا بأنه اجتهد فأخطأ ، وظل يستمر بمثل تلك الاجتهادات والأخطاء على مرأى من الخليفة أبي بكر ، هكذا يتلاعبون بمقدرات الإسلام ، وهو الذي قال فيه عمر : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة [1] وقى الله المسلمين



[1] الرضوي : قال ابن الأثير : حديث عمر : إن بيعة أبي بكر كان فلتة . أراد بالفلتة : الفجأة ومثل هذه البيعة جديرة بأن تكون مهيجة للشر والفتنة . . . والفلتة كل شئ فعله من غير روية . ( النهاية في غريب الحديث والأثر 3 / 467 ) . وقال ابن أبي الحديد : إن الشيعة لم تسلم لعمر : إن بيعة أبي بكر كانت فلتة . قال محمد بن هاني المغربي : ولكن أمرا كان أبرم بينهم * وإن قال قوم فلتة غير مبرم زعموها فلتة فاجية لا * ورب البيت والقصر المشيد إنما كانت أمورا نسجت * بينهم أسبابها نسج البرود ( شرح نهج البلاغة : 1 / 27 ط أولى بمصر ، وانظر فتح الباري لابن حجر العسقلاني : 5 / 16 - 7 / 55 ط دار المعرفة بيروت ، كنز العمال : 12 / 680 رقم الحديث : 36044 ط . مؤسسة الرسالة بيروت ) . وقال الأستاذ أحمد حسين يعقوب المحامي تحت عنوان : أسوأ وداع لأعظم إمام عرفته البشرية : لم يصدف طوال التاريخ البشري أن يدعو ولي الأمر سواء كان خليفة ، أو ملكا وهو مريض بالقسوة والجلافة التي عومل بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولم يصدف أن اعترض المسلمون خليفة إذا أراد أن يكتب توجيهاته النهائية ، أو يستخلف من بعده بل على العكس قال ابن خلدون في مقدمته : إن الخليفة ينظر للناس حال حياته ويتبع ذلك أن ينظر لهم بعد وفاته ، ويقيم لهم من يتولى أمورهم . ( راجع : مقدمة ابن خلدون ص 177 ، وكتابنا الخطط السياسية ص 382 ) . لقد مرض أبو بكر مرضا شديدا قبل أن يموت ، وقبل وفاته بقليل دعا عثمان ليكتب له توجيهاته النهائية ، وأصغى المسلمون لأبي بكر ونفذوا توجيهاته النهائية بدقة ، وعاملوه بكل الاحترام ، والتوقير ، ولم يقل أحد منهم إن أبا بكر قد هجر ، ولا قالوا : إن المرض قد اشتد به ، ولا قالوا : حسبنا كتاب الله . ( راجع : تاريخ الطبري : 3 / 429 ، وسيرة عمر لابن الجوزي ص 37 ، وتاريخ ابن خلدون : 2 / 85 ، وكتابنا : النظام السياسي ص 159 ) . وعندما كتب أبو بكر توجيهاته النهائية كان عمر يقول : أيها الناس : اسمعوا ، وأطيعوا قول خليفة رسول الله . . ( راجع : تاريخ الطبري : 1 / 138 ) . مقارنة بين موقف عمر ، وحزبه من أبي بكر وموقفهم من رسول الله ! ! فهل لأبي بكر قيمة وقداسة عند عمر وحزبه أكثر من قيمة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقداسته ! ! ! ؟ أجب كما يحلو لك فإنه الواقع المر . ثم انظر إلى موقف المسلمين عند طعن عمر ، وأراد أن يكتب توجيهاته النهائية وقد اشتد به المرض أكثر مما اشتد برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . ( راجع : الإمامة والسياسة لابن قتيبة : 1 / 21 - 22 والطبقات لابن سعد : 2 / 364 وكتابنا : الخطط السياسية ص 367 - 368 ) . ومع هذا كتب عمر توجيهاته ، وعهد لستة نظريا ، وعهد لعثمان عمليا ، وأمر بضرب عنق من يخالف تعليماته النهائية . ( راجع : الطبقات لابن سعد : 3 / 247 وأنساب الأشراف : 5 / 18 ، وتاريخ الطبري : 5 / 33 ) . وصارت توجيهات أبي بكر وعمر شرعا سياسيا نافذا لم يقل أحد إن عمر قد هجر ! ! ولم يقل أحد : حسبنا كتاب الله إنما عومل عمر بكل التقديس والاحترام ، ونقلت توجيهاته النهائية حرفيا كأنها كتاب منزل من عند الله وأكثر فهل لأبي بكر وعمر قداسة عند المسلمين أكثر من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وبأي كتاب قد أنزل بأنهما أولى بالاحترام والطاعة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ ! ! . أجب كما يحلو لك فإنك لن تغير الحقيقة المرة ! ! ( الوجيز في الإمامة والولاية ص 170 - 171 " مخطوط " ) .

98

نام کتاب : السقيفة أم الفتن نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست