« ومن كلام له عليه السلام » 142 / 142 ولَيْسَ لِوَاضِعِ الْمَعْرُوفِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ ، وعِنْدَ غَيْرِ أَهْلِهِ ، مِنَ الْحَظِّ فِيمَا أَتَى إِلَّا مَحْمَدَةُ اللِّئَامِ ، وثَنَاءُ الأَشْرَارِ ، ومَقَالَةُ الْجُهَّالَ ، مَا دَامَ مُنْعِماً عَلَيْهِمْ : مَا أَجْوَدَ يَدَهُ وهُوَ عَنْ ذَاتِ اللَّهِ بِخَيْلٌ مواضع المعروف فَمَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَلْيَصِلْ بِهِ الْقَرَابَةَ ، ولْيُحْسِنْ مِنْهُ الضِّيَافَةَ ، ولْيَفُكَّ بِهِ الأَسِيرَ والْعَانِيَ ، ولْيُعْطِ مِنْهُ الْفَقِيرَ والْغَارِمَ ، ولْيَصْبِرْ نَفْسَهُ عَلَى الْحُقُوقِ والنَّوَائِبِ ، ابْتِغَاءَ الثَّوَابِ فَإِنَّ فَوْزاً بِهَذِهِ الْخِصَالِ شَرَفُ مَكَارِمِ الدُّنْيَا ، ودَرْكُ فَضَائِلِ الآْخِرَةِ ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ .« خطبة » 192 / 234 فَلَا تَعْتَبِرُوا الرِّضَى والسُّخْطَ بِالْمَالِ والْوَلَدِ جَهْلاً بِمَوَاقِعِ الْفِتْنَةِ ، والِاخْتِبَارِ فِي مَوْضِعِ الْغِنَى والِاقْتِدَارِ ، فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى : « أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ » فَإِنَّ اللَّهً سُبْحَانَهُ يَخْتَبِرُ عِبَادَهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ بِأَوْلِيَائِهِ الْمُسْتَضْعَفِينَ فِي أَعْيُنِهِمْ .تواضع الأنبياء ولَقَدْ دَخَلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ ومَعَهُ أَخُوهُ هَارُونُ - عليهما السلام - عَلَى فِرْعَوْنَ ، وعَلَيْهِمَا مَدَارِعُ الصُّوفِ ، وبِأَيْدِيهِمَا الْعِصِيُّ ، فَشَرَطَا لَهُ - إِنْ أَسْلَمَ - بَقَاءَ مُلْكِهِ ، ودَوَامَ عِزِّهِ فَقَالَ : « أَلَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَيْنِ يَشْرِطَانِ لِي دَوَامَ الْعِزِّ ، وبَقَاءَ الْمُلْكِ وهُمَا بِمَا تَرَوْنَ مِنْ حَالِ