أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّهُ لَا يَسْتَغْنِي الرَّجُلُ - وإِنْ كَانَ ذَا مَالٍ - عَنْ عِتْرَتِهِ ، ودِفَاعِهِمْ عَنْهُ بِأَيْدِيهِمْ وأَلْسِنَتِهِمْ ، وهُمْ أَعْظَمُ النَّاسِ حَيْطَةً مِنْ وَرَائِهِ ، وأَلَمُّهُمْ لِشَعَثِهِ ، وأَعْطَفُهُمْ عَلَيْهِ عِنْدَ نَازِلَةٍ إِذَا نَزَلَتْ بِهِ . ولِسَانُ الصِّدْقِ يَجْعَلُهُ اللَّهُ لِلْمَرْءِ فِي النَّاسِ خَيْرٌ لَهُ مِنَ الْمَالِ يَرِثُهُ غَيْرُهُ .ومنها : أَلَا لَا يَعْدِلَنَّ أَحَدُكُمْ عَنِ الْقَرَابَةِ يَرَى بِهَا الْخَصَاصَةَ أَنْ يَسُدَّهَا بِالَّذِي لَا يَزِيدُهُ إِنْ أَمْسَكَهُ ولَا يَنْقُصُهُ إِنْ أَهْلَكَهُ ومَنْ يَقْبِضْ يَدَهُ عَنْ عَشِيرَتِهِ ، فَإِنَّمَا تُقْبَضُ مِنْهُ عَنْهُمْ يَدٌ وَاحِدَةٌ ، وتُقْبَضُ مِنْهُمْ عَنْهُ أَيْدٍ كَثِيرَةٌ ومَنْ تَلِنْ حَاشِيَتُهُ يَسْتَدِمْ مِنْ قَوْمِهِ الْمَوَدَّةَ .قال السيد الشريف : أقول الغفيرة هاهنا الزيادة والكثرة ، من قولهم للجمع الكثير : الجم الغفير ، والجماء الغفير . ويروى « عفوة من أهل أو مال » والعفوة : الخيار من الشيء ، يقال : أكلت عفوة الطعام ، أي خياره . وما أحسن المعنى الذي أراده عليه السلام بقوله : « ومن يقبض يده عن عشيرته . . . » إلى تمام الكلام ، فإن الممسك خيره عن عشيرته إنما يمسك نفع يد واحدة فإذا احتاج إلى نصرتهم ، واضطر إلى مرافدتهم ، قعدوا عن نصره ، وتثاقلوا عن صوته ، فمنع ترافد الأيدي الكثيرة ، وتناهض الأقدام الجمة .« الحكمة وقصارى الكلام » 130 / 125 وأَمَّا الأَمْوَالُ فَقَدْ قُسِمَتْ .« الحكمة وقصارى الكلام » 146 / 138 وحَصِّنُوا أَمْوَالَكُمْ بِالزَّكَاةِ .