مِنَ الدُّنْيَا ، فَإِنَّكَ تَخَلِّفُهُ لأَحَدِ رَجُلَيْنِ : إِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيهِ بِطَاعَةِ اللَّهِ فَسَعِدَ بِمَا شَقِيتَ بِهِ ، وإِمَّا رَجُلٌ عَمِلَ فِيهِ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ فَشَقِيَ بِمَا جَمَعْتَ لَهُ فَكُنْتَ عَوْناً لَهُ عَلَى مَعْصِيَتِهِ ، ولَيْسَ أَحَدُ هَذَيْنِ حَقِيقاً أَنْ تُؤْثِرَهُ عَلَى نَفْسِكَ .أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ الَّذِي فِي يَدِكَ مِنَ الدُّنْيَا قَدْ كَانَ لَهُ أَهْلٌ قَبْلَكَ ، وهُوَ صَائِرٌ إِلَى أَهْلٍ بَعْدَكَ ، وإِنَّمَا أَنْتَ جَامِعٌ لأَحَدِ رَجُلَيْنِ : رَجُلٍ عَمِلَ فِيمَا جَمَعْتَهُ بِطَاعَةِ اللَّهِ فَسَعِدَ بِمَا شَقِيتَ بِهِ أَوْ رَجُلٍ عَمِلَ فِيهِ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ ، فَشَقِيتَ بِمَا جَمَعْتَ لَهُ . ولَيْسَ أَحَدُ هَذَيْنِ أَهْلاً أَنْ تُؤْثِرَهُ عَلَى نَفْسِكَ ، ولَا أَنْ تَحْمِلَ لَهُ عَلَى ظَهْرِكَ ، فَارْجُ لِمَنْ مَضَى رَحْمَةَ اللَّهِ ، ولِمَنْ بَقِيَ رِزْقَ اللَّهِ .« الحكمة وقصارى الكلام » 430 / 422 وقَالَ عليه السلام : إِنَّ أَخْسَرَ النَّاسِ صَفْقَةً ، وأَخْيَبَهُمْ سَعْياً ، رَجُلٌ أَخْلَقَ بَدَنَهُ فِي طَلَبِ مَالِهِ ، ولَمْ تُسَاعِدْهُ الْمَقَادِيرُ عَلَى إِرَادَتِهِ ، فَخَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا بِحَسْرَتِهِ ، وقَدِمَ عَلَى الآْخِرَةِ بِتَبِعَتِهِ .« الحكمة وقصارى الكلام » 431 / 423 وقَالَ عليه السلام : الرِّزْقُ رِزْقَانِ : طَالِبٌ ، ومَطْلُوبٌ .فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ ، حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا ومَنْ طَلَبَ الآْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا .