يَأْكُلُ ويَبْنِي مَا لَا يَسْكُنُ ، ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لَا مَالاً حَمَلَ ، ولَا بِنَاءً نَقَلَ ومِنْ غِيَرِهَا أَنَّكَ تَرَى الْمَرْحُومَ مَغْبُوطاً ، والْمَغْبُوطَ مَرْحُوماً لَيْسَ ذَلِكَ إِلَّا نَعِيماً زَلَّ ، وبُؤْساً نَزَلَ .ومِنْ عِبَرِهَا أَنَّ الْمَرْءَ يُشْرِفُ عَلَى أَمَلِهِ فَيَقْتَطِعُهُ حُضُورُ أَجَلِهِ . فَلَا أَمَلٌ يُدْرَكُ ، ولَا مُؤَمَّلٌ يُتْرَكُ . فَسُبْحَانَ اللَّهِ مَا أَعَزَّ سُرُورَهَا وأَظْمَأَ رِيَّهَا وأَضْحَى فَيْئَهَا لَا جَاءٍ يُرَدُّ ، ولَا مَاضٍ يَرْتَدُّ . فَسُبْحَانَ اللَّهِ ، مَا أَقْرَبَ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ لِلَحَاقِهِ بِهِ ، وأَبْعَدَ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ لِانْقِطَاعِهِ عَنْهُ إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ بِشَرٍّ مِنَ الشَّرِّ إِلَّا عِقَابُهُ ، ولَيْسَ شَيْءٌ بِخَيْرٍ مِنَ الْخَيْرِ إِلَّا ثَوَابُهُ . وكُلُّ شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا سَمَاعُهُ أَعْظَمُ مِنْ عِيَانِهِ ، وكُلُّ شَيْءٍ مِنَ الآْخِرَةِ عِيَانُهُ أَعْظَمُ مِنْ سَمَاعِهِ . فَلْيَكْفِكُمْ مِنَ الْعِيَانِ السَّمَاعُ ، ومِنَ الْغَيْبِ الْخَبَرُ . واعْلَمُوا أَنَّ مَا نَقَصَ مِنَ الدُّنْيَا وزَادَ فِي الآْخِرَةِ خَيْرٌ مِمَّا نَقَصَ مِنَ الآْخِرَةِ وزَادَ فِي الدُّنْيَا : فَكَمْ مِنْ مَنْقُوصٍ رَابِحٍ ومَزِيدٍ خَاسِرٍ « خطبة » 128 / 128 أَنَا كَابُّ الدُّنْيَا لِوَجْهِهَا ، وقَادِرُهَا بِقَدْرِهَا ، ونَاظِرُهَا بِعَيْنِهَا .« خطبة » 126 / 126 أَلَا وإِنَّ إِعْطَاءَ الْمَالِ فِي غَيْرِ حَقِّهِ تَبْذِيرٌ وإِسْرَافٌ ، وهُوَ يَرْفَعُ صَاحِبَهُ