فِي الدُّنْيَا ويُكْرِمُهُ فِي النَّاسِ ويُهِينُهُ عِنْدَ اللَّهِ .« ومن كلام له عليه السلام » 130 / 130 لأبى ذر رحمه الله لما أخرج إلى الربذة يَا أَبَا ذَرٍّ ، إِنَّكَ غَضِبْتَ لِلَّهِ ، فَارْجُ مَنْ غَضِبْتَ لَهُ . إِنَّ الْقَوْمَ خَافُوكَ عَلَى دُنْيَاهُمْ ، وخِفْتَهُمْ عَلَى دِينِكَ ، فَاتْرُكْ فِي أَيْدِيهِمْ مَا خَافُوكَ عَلَيْهِ ، واهْرُبْ مِنْهُمْ بِمَا خِفْتَهُمْ عَلَيْهِ فَمَا أَحْوَجَهُمْ إِلَى مَا مَنَعْتَهُمْ ، ومَا أَغْنَاكَ عَمَّا مَنَعُوكَ وسَتَعْلَمُ مَنِ الرَّابِحُ غَداً ، والأَكْثَرُ حُسَّداً .فَلَوْ قَبِلْتَ دُنْيَاهُمْ لأَحَبُّوكَ ولَوْ قَرَضْتَ مِنْهَا لأَمَّنُوكَ .« خطبة » 129 / 129 عِبَادَ اللَّهِ ، إِنَّكُمْ - ومَا تَأْمُلُونَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا - أَثْوِيَاءُ مُؤَجَّلُونَ ، ومَدِينُونَ مُقْتَضَوْنَ : أَجَلٌ مَنْقُوصٌ ، وعَمَلٌ مَحْفُوظٌ . فَرُبَّ دَائِبٍ مُضَيَّعٌ ، ورُبَّ كَادِحٍ خَاسِرٌ .أَلَيْسَ قَدْ ظَعَنُوا جَمِيعاً عَنْ هَذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ ، والْعَاجِلَةِ الْمُنَغِّصَةِ ، وهَلْ خُلِقْتُمْ إِلَّا فِي حُثَالَةٍ لَا تَلْتَقِي إِلَّا بِذَمِّهِمُ الشَّفَتَانِ ، اسْتِصْغَاراً لِقَدْرِهِمْ ، وذَهَاباً عَنْ ذِكْرِهِمْ فَ « إِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ » « ظَهَرَ الْفَسَادُ » ، فَلَا مُنْكِرٌ مُغَيِّرٌ ، ولَا زَاجِرٌ مُزْدَجِرٌ . أَفَبِهَذَا تُرِيدُونَ أَنْ تُجَاوِرُوا اللَّهً فِي دَارِ قُدْسِهِ ، وتَكُونُوا أَعَزَّ أَوْلِيَائِهِ عِنْدَهُ هَيْهَاتَ لَا يُخْدَعُ اللَّهُ عَنْ جَنَّتِهِ ، ولَا تُنَالُ مَرْضَاتُهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ .