responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدليل على موضوعات نهج البلاغة نویسنده : علي انصاريان    جلد : 1  صفحه : 825


بِعَرَضِ سُقْمٍ مُلْكُهَا مَسْلُوبٌ ، وعَزِيزُهَا مَغْلُوبٌ ، ومَوْفُورُهَا مَنْكُوبٌ ، وجَارُهَا مَحْرُوبٌ أَلَسْتُمْ فِي مَسَاكِنِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَطْوَلَ أَعْمَاراً ، وأَبْقَى آثَاراً ، وأَبْعَدَ آمَالاً ، وأَعَدَّ عَدِيداً ، وأَكْثَفَ جُنُوداً تَعَبَّدُوا لِلدُّنْيَا أَيَّ تَعَبُّدٍ ، وآثَرُوهَا أَيَّ إِيْثَارٍ ، ثُمَّ ظَعَنُوا عَنْهَا بِغَيْرِ زَادٍ مُبَلِّغٍ ولَا ظَهْرٍ قَاطِعٍ .
فَهَلْ بَلَغَكُمْ أَنَّ الدُّنْيَا سَخَتْ لَهُمْ نَفْساً بِفِدْيَةٍ ، أَوْ أَعَانَتْهُمْ بِمَعُونَةٍ ، أَوْ أَحْسَنَتْ لَهُمْ صُحْبَةً بَلْ أَرْهَقَتْهُمْ بِالْقَوَادِحِ ، وأَوْهَقَتْهُمْ بِالْقَوَارِعِ ، وضَعْضَعَتْهُمْ بِالنَّوَائِبِ ، وعَفَّرَتْهُمْ لِلْمَنَاخِرِ ، ووَطِئَتْهُمْ بِالْمَنَاسِمِ ، وأَعَانَتْ عَلَيْهِمْ « رَيْبَ الْمَنُونِ » . فَقَدْ رَأَيْتُمْ تَنَكُّرَهَا لِمَنْ دَانَ لَهَا ، وآثَرَهَا وأَخْلَدَ إِلَيْهَا ، حِينَ ظَعَنُوا عَنْهَا لِفِرَاقِ الأَبَدِ . وهَلْ زَوَّدَتْهُمْ إِلَّا السَّغَبَ ، أَوْ أَحَلَّتْهُمْ إِلَّا الضَّنْكَ ، أَوْ نَوَّرَتْ لَهُمْ إِلَّا الظُّلْمَةَ ، أَوْ أَعْقَبَتْهُمْ إِلَّا النَّدَامَةَ أَفَهَذِهِ تُؤْثِرُونَ ، أَمْ إِلَيْهَا تَطْمَئِنُّونَ ، أَمْ عَلَيْهَا تَحْرِصُونَ فَبِئْسَتِ الدَّارُ لِمَنْ لَمْ يَتَّهِمْهَا ، ولَمْ يَكُنْ فِيهَا عَلَى وَجَلٍ مِنْهَا فَاعْلَمُوا - وأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ - بِأَنَّكُمْ تَارِكُوهَا وظَاعِنُونَ عَنْهَا ، واتَّعِظُوا فِيهَا بِالَّذِينَ قَالُوا : « مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً » : حُمِلُوا إِلَى قُبُورِهِمْ فَلَا يُدْعَوْنَ رُكْبَاناً ، وأُنْزِلُوا الأَجْدَاثَ فَلَا يُدْعَوْنَ ضِيفَاناً ، وجُعِلَ لَهُمْ مِنَ الصَّفِيحِ أَجْنَانٌ ، ومِنَ التُّرَابِ أَكْفَانٌ ، ومِنَ الرُّفَاتِ جِيرَانٌ ، فَهُمْ جِيرَةٌ لَا يُجِيبُونَ

825

نام کتاب : الدليل على موضوعات نهج البلاغة نویسنده : علي انصاريان    جلد : 1  صفحه : 825
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست