وإِنَّ مِنْ أَبْغَضِ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لَعَبْداً وَكَلَهُ اللَّهُ إِلَى نَفْسِهِ ، جَائِراً عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ ، سَائِراً بِغَيْرِ دَلِيلٍ إِنْ دُعِيَ إِلَى حَرْثِ الدُّنْيَا عَمِلَ ، وإِنْ دُعِيَ إِلَى حَرْثِ الآْخِرَةِ كَسِلَ كَأَنَّ مَا عَمِلَ لَهُ وَاجِبٌ عَلَيْهِ وكَأَنَّ مَا وَنَى فِيهِ سَاقِطٌ عَنْهُ « خطبة » 105 / 104 فَمَا أحْلَوْلَتْ لَكُمُ الدُّنْيَا فِي لَذَّتِهَا ، ولَا تَمَكَّنْتُمْ مِنْ رَضَاعِ أَخْلَافِهَا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا صَادَفْتُمُوهَا جَائِلاً خِطَامُهَا ، قَلِقاً وَضِينُهَا ، قَدْ صَارَ حَرَامُهَا عِنْدَ أَقْوَامٍ بِمَنْزِلَةِ .« خطبة » 106 / 105 والدُّنْيَا مِضْمَارُهُ ، والْقِيَامَةُ حَلْبَتُهُ ، والْجَنَّةُ سُبْقَتُهُ .« خطبة » 109 / 108 سُبْحَانَكَ خَالِقاً ومَعْبُوداً بِحُسْنِ بَلَائِكَ عِنْدَ خَلْقِكَ خَلَقْتَ دَاراً ، وجَعَلْتَ فِيهَا مَأْدُبَةً : مَشْرَباً ومَطْعَماً ، وأَزْوَاجاً وخَدَماً ، وقُصُوراً ، وأَنْهَاراً ، وزُرُوعاً ، وثِمَاراً ثُمَّ أَرْسَلْتَ دَاعِياً يَدْعُو إِلَيْهَا ، فَلَا الدَّاعِيَ أَجَابُوا ، ولَا فِيمَا رَغَّبْتَ رَغِبُوا ، ولَا إِلَى مَا شَوَّقْتَ إِلَيْهِ اشْتَاقُوا . أَقْبَلُوا عَلَى جِيفَةٍ قَدِ افْتَضَحُوا بِأَكْلِهَا ، واصْطَلَحُوا عَلَى حُبِّهَا ، ومَنْ عَشِقَ شَيْئاً أَعْشَى بَصَرَهُ ، وأَمْرَضَ قَلْبَهُ ، فَهُوَ يَنْظُرُ بِعَيْنٍ غَيْرِ صَحِيحَةٍ ، ويَسْمَعُ بِأُذُنٍ غَيْرِ سَمِيعَةٍ ، قَدْ خَرَقَتِ الشَّهَوَاتُ