responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدليل على موضوعات نهج البلاغة نویسنده : علي انصاريان    جلد : 1  صفحه : 821


أَوَ لَيْسَ لَكُمْ فِي آثَارِ الأَوَّلِينَ مُزْدَجَرٌ ، وفِي آبَائِكُمُ الْمَاضِينَ تَبْصِرَةٌ ومُعْتَبَرٌ ، إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ أَو لَمْ تَرَوْا إِلَى الْمَاضِينَ مِنْكُمْ لَا يَرْجِعُونَ ، وإِلَى الْخَلَفِ الْبَاقِينَ لَا يَبْقَوْنَ أَو لَسْتُمْ تَرَوْنَ أَهْلَ الدُّنْيَا يُصْبِحُونَ ويُمْسُونَ عَلَى أَحْوَالٍ شَتَّى : فَمَيِّتٌ يُبْكَى ، وآخَرُ يُعَزَّى ، وصَرِيعٌ مُبْتَلًى ، وعَائِدٌ يَعُودُ ، وآخَرُ بِنَفْسِهِ يَجُودُ ، وطَالِبٌ لِلدُّنْيَا والْمَوْتُ يَطْلُبُهُ ، وغَافِلٌ ولَيْسَ بِمَغْفُولٍ عَنْهُ وعَلَى أَثَرِ الْمَاضِي مَا يَمْضِي الْبَاقِي « خطبة » 103 / 102 أَيُّهَا النَّاسُ ، انْظُرُوا إِلَى الدُّنْيَا نَظَرَ الزَّاهِدِينَ فِيهَا ، الصَّادِفِينَ عَنْهَا فَإِنَّهَا واللَّهِ عَمَّا قَلِيلٍ تُزِيلُ الثَّاوِيَ السَّاكِنَ ، وتَفْجَعُ الْمُتْرَفَ الآْمِنَ لَا يَرْجِعُ مَا تَوَلَّى مِنْهَا فَأَدْبَرَ ، ولَا يُدْرَى مَا هُوَ آتٍ مِنْهَا فَيُنْتَظَرَ . سُرُورُهَا مَشُوبٌ بِالْحُزْنِ ، وجَلَدُ الرِّجَالِ فِيهَا إِلَى الضَّعْفِ والْوَهْنِ ، فَلَا يَغُرَّنَّكُمْ كَثْرَةُ مَا يُعْجِبُكُمْ فِيهَا لِقِلَّةِ مَا يَصْحَبُكُمْ مِنْهَا .
رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً تَفَكَّرَ فَاعْتَبَرَ ، واعْتَبَرَ فَأَبْصَرَ ، فَكَأَنَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنَ الدُّنْيَا عَنْ قَلِيلٍ لَمْ يَكُنْ ، وكَأَنَّ مَا هُوَ كَائِنٌ مِنَ الآْخِرَةِ عَمَّا قَلِيلٍ لَمْ يَزَلْ ، وكُلُّ مَعْدُودٍ مُنْقَضٍ ، وكُلُّ مُتَوَقَّعٍ آتٍ ، وكُلُّ آتٍ قَرِيبٌ دَانٍ .

821

نام کتاب : الدليل على موضوعات نهج البلاغة نویسنده : علي انصاريان    جلد : 1  صفحه : 821
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست