فِيهَا الْيَقِينُ ، ودَلِيلُهُمْ سَمْتُ الْهُدَى وأَمَّا أَعْدَاءُ اللَّهِ فَدُعَاؤُهُمْ فِيهَا الضَّلَالُ ، ودَلِيلُهُمُ الْعَمَى ، فَمَا يَنْجُو مِنَ الْمَوْتِ مَنْ خَافَهُ ، ولَا يُعْطَى الْبَقَاءَ مَنْ أَحَبَّهُ .« ومن كلام له عليه السلام » 50 / 50 وفيه بيان لما يخرب العالم به من الفتن إِنَّمَا بَدْءُ وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ تُتَّبَعُ ، وأَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ ، يُخَالَفُ فِيهَا كِتَابُ اللَّهِ ، ويَتَوَلَّى عَلَيْهَا رِجَالٌ رِجَالاً ، عَلَى غَيْرِ دِينِ اللَّهِ . فَلَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ مِنْ مِزَاجِ الْحَقِّ لَمْ يَخْفَ عَلَى الْمُرْتَادِينَ ولَوْ أَنَّ الْحَقَّ خَلَصَ مِنْ لَبْسِ الْبَاطِلِ ، انْقَطَعَتْ عَنْهُ أَلْسُنُ الْمُعَانِدِينَ ولَكِنْ يُؤْخَذُ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ ، ومِنْ هَذَا ضِغْثٌ ، فَيُمْزَجَانِ فَهُنَالِكَ يَسْتَوْلِي الشَّيْطَانُ عَلَى أَوْلِيَائِهِ ، ويَنْجُو « الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ الْحُسْنى » .« خطبة » 76 / 75 رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ حُكْماً فَوَعَى ، ودُعِيَ إِلَى رَشَادٍ فَدَنَا ، وأَخَذَ بِحُجْزَةِ هَادٍ فَنَجَا ، رَاقَبَ رَبَّهُ ، وخَافَ ذَنْبَهُ قَدَّمَ خَالِصاً ، وعَمِلَ صَالِحاً . اكْتَسَبَ مَذْخُوراً ، واجْتَنَبَ مَحْذُوراً ، ورَمَى غَرَضاً ، وأَحْرَزَ عِوَضاً . كَابَرَ هَوَاهُ ، وكَذَّبَ مُنَاهُ . جَعَلَ الصَّبْرَ مَطِيَّةَ نَجَاتِهِ ، والتَّقْوَى عُدَّةَ وَفَاتِهِ . رَكِبَ الطَّرِيقَةَ الْغَرَّاءَ ، ولَزِمَ الْمَحَجَّةَ الْبَيْضَاءَ . اغْتَنَمَ الْمَهَلَ ، وبَادَرَ الأَجَلَ ، وتَزَوَّدَ مِنَ الْعَمَلِ .