يَقُودُهُ ، أَوْ مِنْبَرٍ يَفْرَعُهُ . ولَبِئْسَ الْمَتْجَرُ أَنْ تَرَى الدُّنْيَا لِنَفْسِكَ ثَمَناً ، ومِمَّا لَكَ عِنْدَ اللَّهِ عِوَضاً ومِنْهُمْ مَنْ يَطْلُبُ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآْخِرَةِ ، ولَا يَطْلُبُ الآْخِرَةَ بِعَمَلِ الدُّنْيَا ، قَدْ طَامَنَ مِنْ شَخْصِهِ ، وقَارَبَ مِنْ خَطْوِهِ ، وشَمَّرَ مِنْ ثَوْبِهِ ، وزَخْرَفَ مِنْ نَفْسِهِ لِلأَمَانَةِ ، واتَّخَذَ سِتْرَ اللَّهِ ذَرِيعَةً إِلَى الْمَعْصِيَةِ . ومِنْهُمْ مَنْ أَبْعَدَهُ عَنْ طَلَبِ الْمُلْكِ ضُؤُولَةُ نَفْسِهِ ، وانْقِطَاعُ سَبَبِهِ ، فَقَصَرَتْهُ الْحَالُ عَلَى حَالِهِ ، فَتَحَلَّى بِاسْمِ الْقَنَاعَةِ ، وتَزَيَّنَ بِلِبَاسِ أَهْلِ الزَّهَادَةِ ، ولَيْسَ مِنْ ذَلِكَ فِي مَرَاحٍ ولَا مَغْدًي الراغبون في اللَّه وبَقِيَ رِجَالٌ غَضَّ أَبْصَارَهُمْ ذِكْرُ الْمَرْجِعِ ، وأَرَاقَ دُمُوعَهُمْ خَوْفُ الْمَحْشَرِ فَهُمْ بَيْنَ شَرِيدٍ نَادٍّ ، وخَائِفٍ مَقْمُوعٍ ، وسَاكِتٍ مَكْعُومٍ ، ودَاعٍ مُخْلِصٍ ، وثَكْلَانَ مُوجَعٍ ، قَدْ أَخْمَلَتْهُمُ التَّقِيَّةُ ، وشَمِلَتْهُمُ الذِّلَّةُ ، فَهُمْ فِي بَحْرٍ أُجَاجٍ ، أَفْوَاهُهُمْ ضَامِزَةٌ ، وقُلُوبُهُمْ قَرِحَةٌ ، قَدْ وَعَظُوا حَتَّى مَلُّوا ، وقُهِرُوا حَتَّى ذَلُّوا ، وقُتِلُوا حَتَّى قَلُّوا .التزهيد في الدنيا فَلْتَكُنِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِكُمْ أَصْغَرَ مِنْ حُثَالَةِ الْقَرَظِ ، وقُرَاضَةِ الْجَلَمِ ، واتَّعِظُوا بِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، قَبْلَ أَنْ يَتَّعِظَ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ وارْفُضُوهَا ذَمِيمَةً ، فَإِنَّهَا قَدْ رَفَضَتْ مَنْ كَانَ أَشْغَفَ بِهَا مِنْكُمْ .« ومن كلام له عليه السلام » 38 / 38 وفيها علة تسمية الشبهة شبهة ثم بيان حال الناس فيها وإِنَّمَا سُمِّيَتِ الشُّبْهَةُ شُبْهَةً لأَنَّهَا تُشْبِهُ الْحَقَّ : فَأَمَّا أَوْلِيَاءُ اللَّهِ فَضِيَاؤُهُمْ