كَالْحَاكِمِ فِي حَقِّ نَفْسِهِ ، وهُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا يُعْجِزُهُ مَنْ طَلَبَ ، ولَا يَفُوتُهُ مَنْ هَرَبَ . فَأُقْسِمُ بِاللَّهِ ، يَا بَنِي أُمَيَّةَ ، عَمَّا قَلِيلٍ لَتَعْرِفُنَّهَا فِي أَيْدِي غَيْرِكُمْ وفِي دَارِ عَدُوِّكُمْ أَلَا إِنَّ أَبْصَرَ الأَبْصَارِ مَا نَفَذَ فِي الْخَيْرِ طَرْفُهُ أَلَا إِنَّ أَسْمَعَ الأَسْمَاعِ مَا وَعَى التَّذْكِيرَ وقَبِلَهُ « خطبة » 158 / 157 ومنها : فَعِنْدَ ذَلِكَ لَا يَبْقَى بَيْتُ مَدَرٍ ولَا وَبَرٍ إِلَّا وأَدْخَلَهُ الظَّلَمَةُ تَرْحَةً ، وأَوْلَجُوا فِيهِ نِقْمَةً . فَيَوْمَئِذٍ لَا يَبْقَى لَهُمْ فِي السَّمَاءِ عَاذِرٌ ، ولَا فِي الأَرْضِ نَاصِرٌ . أَصْفَيْتُمْ بِالأَمْرِ غَيْرَ أَهْلِهِ ، وأَوْرَدْتُمُوهُ غَيْرَ مَوْرِدِهِ ، وسَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِمَّنْ ظَلَمَ ، مَأْكَلاً بِمَأْكَلٍ ومَشْرَباً بِمَشْرَبٍ ، مِنْ مَطَاعِمِ الْعَلْقَمِ ، ومَشَارِبِ الصَّبِرِ والْمَقِرِ ، ولِبَاسِ شِعَارِ الْخَوْفِ ، ودِثَارِ السَّيْفِ . وإِنَّمَا هُمْ مَطَايَا الْخَطِيئَاتِ وزَوَامِلُ الآْثَامِ . فَأُقْسِمُ ، ثُمَّ أُقْسِمُ لَتَنْخَمَنَّهَا أُمَيَّةُ مِنْ بَعْدِي كَمَا تُلْفَظُ النُّخَامَةُ ، ثُمَّ لَا تَذُوقُهَا ولَا تَطْعَمُ بِطَعْمِهَا أَبَداً مَا كَرَّ الْجَدِيدَانِ « خطبة » 166 / 165 ومنها : افْتَرَقُوا بَعْدَ أُلْفَتِهِمْ ، وتَشَتَّتُوا عَنْ أَصْلِهِمْ . فَمِنْهُمْ آخِذٌ بِغُصْنٍ أَيْنَمَا مَالَ مَالَ مَعَهُ . عَلَى أَنَّ اللَّهً تَعَالَى سَيَجْمَعُهُمْ لِشَرِّ يَوْمٍ لِبَنِي أُمَيَّةَ ، كَمَا تَجْتَمِعُ قَزَعُ الْخَرِيفِ يُؤَلِّفُ اللَّهُ بَيْنَهُمْ ، ثُمَّ