أَصَبْتُ لَقِناً غَيْرَ مَأْمُونٍ عَلَيْهِ ، مُسْتَعْمِلاً آلَةَ الدِّينِ لِلدُّنْيَا ، ومُسْتَظْهِراً بِنِعَمِ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ ، وبِحُجَجِهِ عَلَى أَوْلِيَائِهِ أَوْ مُنْقَاداً لِحَمَلَةِ الْحَقِّ ، لَا بَصِيرَةَ لَهُ فِي أَحْنَائِهِ ، يَنْقَدِحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ لأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ . أَلَا لَا ذَا ولَا ذَاكَ أَوْ مَنْهُوماً بِاللَّذَّةِ ، سَلِسَ الْقِيَادِ لِلشَّهْوَةِ ، أَوْ مُغْرَماً بِالْجَمْعِ والِادِّخَارِ ، لَيْسَا مِنْ رُعَاةِ الدِّينِ فِي شَيْءٍ ، أَقْرَبُ شَيْءٍ شَبَهاً بِهِمَا الأَنْعَامُ السَّائِمَةُ كَذَلِكَ يَمُوتُ الْعِلْمُ بِمَوْتِ حَامِلِيهِ .اللَّهُمَّ بَلَى لَا تَخْلُو الأَرْضُ مِنْ قَائِمٍ لِلَّهِ بِحُجَّةٍ ، إِمَّا ظَاهِراً مَشْهُوراً ، وإِمَّا خَائِفاً مَغْمُوراً ، لِئَلَّا تَبْطُلَ حُجَجُ اللَّهِ وبَيِّنَاتُهُ . وكَمْ ذَا وأَيْنَ أُولَئِكَ أُولَئِكَ - واللَّهِ - الأَقَلُّونَ عَدَداً ، والأَعْظَمُونَ عِنْدَ اللَّهِ قَدْراً .يَحْفَظُ اللَّهُ بِهِمْ حُجَجَهُ وبَيِّنَاتِهِ ، حَتَّى يُودِعُوهَا نُظَرَاءَهُمْ ، ويَزْرَعُوهَا فِي قُلُوبِ أَشْبَاهِهِمْ . هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلَى حَقِيقَةِ الْبَصِيرَةِ ، وبَاشَرُوا رُوحَ الْيَقِينِ ، واسْتَلَانُوا مَا اسْتَوْعَرَهُ الْمُتْرَفُونَ ، وأَنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الْجَاهِلُونَ ، وصَحِبُوا الدُّنْيَا بِأَبْدَانٍ أَرْوَاحُهَا مُعَلَّقَةٌ بِالْمَحَلِّ الأَعْلَى . أُولَئِكَ خُلَفَاءُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ ، والدُّعَاةُ إِلَى دِينِهِ . آهِ آهِ شَوْقاً إِلَى رُؤْيَتِهِمْ انْصَرِفْ يَا كُمَيْلُ إِذَا شِئْتَ .« الحكمة وقصارى الكلام » 257 / 249 وقَالَ عليه السلام لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ النَّخَعِيِّ : يَا كُمَيْلُ ،