مِصْرِهِ ، ولَا مُجْزٍ عَنْ أَمِيرِهِ .« الحكمة وقصارى الكلام » 147 / 139 قَالَ كُمَيْلُ بْنُ زِيَادٍ : أَخَذَ بِيَدِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام ، فَأَخْرَجَنِي إِلَى الْجَبَّانِ ، فَلَمَّا أَصْحَرَ تَنَفَّسَ الصُّعَدَاءَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ ، إِنَّ هَذِهِ الْقُلُوبَ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا ، فَاحْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ : النَّاسُ ثَلَاثَةٌ : فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ ، ومُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ ، وهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ ، ولَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ .يَا كُمَيْلُ ، الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ ، الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ والْمَالُ تَنْقُصُهُ النَّفَقَةُ ، والْعِلْمُ يَزْكُوا عَلَى الإِنْفَاقِ ، وصَنِيعُ الْمَالِ يَزُولُ بِزَوَالِهِ .يَا كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ ، مَعْرِفَةُ الْعِلْمِ دِينٌ يُدَانُ بِهِ ، بِهِ يَكْسِبُ الإِنْسَانُ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ ، وجَمِيلَ الأُحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ . والْعِلْمُ حَاكِمٌ ، والْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ .يَا كُمَيْلُ ، هَلَكَ خُزَّانُ الأَمْوَالِ وهُمْ أَحْيَاءٌ ، والْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ : أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ ، وأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ . هَا إِنَّ هَاهُنَا لَعِلْماً جَمّاً ( وأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ ) لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً بَلَى