فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَوْلَى النَّاسِ بِالنَّاسِ !« ومن كلام له عليه السلام » 119 / 118 وقد جمع الناس وحضهم على الجهاد فسكتوا مليا فَقَالَ عليه السلام : مَا بَالُكُمْ أَمُخْرَسُونَ أَنْتُمْ فَقَالَ قَوْمٌ مِنْهُمْ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنْ سِرْتَ سِرْنَا مَعَكَ .فَقَالَ عليه السلام : مَا بَالُكُمْ لَا سُدِّدْتُمْ لِرُشْدٍ ولَا هُدِيتُمْ لِقَصْدٍ أَفِي مِثْلِ هَذَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَخْرُجَ وإِنَّمَا يَخْرُجُ فِي مِثْلِ هَذَا رَجُلٌ مِمَّنْ أَرْضَاهُ مِنْ شُجْعَانِكُمْ وذَوِي بَأْسِكُمْ .« خطبة » 123 / 122 ومنه : وكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكُمْ تَكِشُّونَ كَشِيشَ الضِّبَابِ : لَا تَأْخُذُونَ حَقّاً ، ولَا تَمْنَعُونَ ضَيْماً . قَدْ خُلِّيتُمْ والطَّرِيقَ ، فَالنَّجَاةُ لِلْمُقْتَحِمِ ، والْهَلَكَةُ لِلْمُتَلَوِّمِ .« خطبة » 121 / 120 وقد قام إليه رجل من أصحابه فقال : نهيتنا عن الحكومة ثم أمرتنا بها ، فلم ندر أي الأمرين أرشد فصفق عليه السلام : إحدى يديه على الأخرى ثم قال :هَذَا جَزَاءُ مَنْ تَرَكَ الْعُقْدَةَ أَمَا واللَّهِ لَوْ أَنِّي حِينَ أَمَرْتُكُمْ بِهِ حَمَلْتُكُمْ عَلَى الْمَكْرُوهِ الَّذِي يَجْعَلُ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً ، فَإِنِ اسْتَقَمْتُمْ هَدَيْتُكُمْ وإِنِ اعْوَجَجْتُمْ قَوَّمْتُكُمْ ، وإِنْ أَبَيْتُمْ تَدَارَكْتُكُمْ ، لَكَانَتِ الْوُثْقَى ، ولَكِنْ بِمَنْ وإِلَى مَنْ أُرِيدُ أَنْ أُدَاوِيَ بِكُمْ وأَنْتُمْ دَائِي ، كَنَاقِشِ الشَّوْكَةِ بِالشَّوْكَةِ ، وهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ ضَلْعَهَا مَعَهَا اللَّهُمَّ قَدْ مَلَّتْ أَطِبَّاءُ هَذَا الدَّاءِ الدَّوِيِّ ، وكَلَّتِ النَّزْعَةُ بِأَشْطَانِ الرَّكِيِّ أَيْنَ