خُبْثُ السَّرَائِرِ ، وسُوءُ الضَّمَائِرِ . فَلَا تَوَازَرُونَ ولَا تَنَاصَحُونَ ، ولَا تَبَاذَلُونَ ولَا تَوَادُّونَ . مَا بَالُكُمْ تَفْرَحُونَ بِالْيَسِيرِ مِنَ الدُّنْيَا تُدْرِكُونَهُ ، ولَا يَحْزُنُكُمُ الْكَثِيرُ مِنَ الآْخِرَةِ تُحْرَمُونَهُ ويُقْلِقُكُمُ الْيَسِيرُ مِنَ الدُّنْيَا يَفُوتُكُمْ ، حَتَّى يَتَبَيَّنَ ذَلِكَ فِي وُجُوهِكُمْ ، وقِلَّةِ صَبْرِكُمْ عَمَّا زُوِيَ مِنْهَا عَنْكُمْ كَأَنَّهَا دَارُ مُقَامِكُمْ ، وكَأَنَّ مَتَاعَهَا بَاقٍ عَلَيْكُمْ . ومَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ أَنْ يَسْتَقْبِلَ أَخَاهُ بِمَا يَخَافُ مِنْ عَيْبِهِ ، إِلَّا مَخَافَةُ أَنْ يَسْتَقْبِلَهُ بِمِثْلِهِ . قَدْ تَصَافَيْتُمْ عَلَى رَفْضِ الآْجِلِ وحُبِّ الْعَاجِلِ ، وصَارَ دِينُ أَحَدِكُمْ لُعْقَةً عَلَى لِسَانِهِ ، صَنِيعَ مَنْ قَدْ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ ، وأَحْرَزَ رِضَى سَيِّدِهِ .« ومن كلام له عليه السلام » 117 / 116 يوبخ البخلاء بالمال والنفس فَلَا أَمْوَالَ بَذَلْتُمُوهَا لِلَّذِي رَزَقَهَا ، ولَا أَنْفُسَ خَاطَرْتُمْ بِهَا لِلَّذِي خَلَقَهَا . تَكْرُمُونَ بِاللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ ، ولَا تُكْرِمُونَ اللَّهً فِي عِبَادِهِ فَاعْتَبِرُوا بِنُزُولِكُمْ مَنَازِلَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وانْقِطَاعِكُمْ عَنْ أَوْصَلِ إِخْوَانِكُمْ « ومن كلام له عليه السلام » 118 / 117 في الصالحين من أصحابه أَنْتُمُ الأَنْصَارُ عَلَى الْحَقِّ ، والإِخْوَانُ فِي الدِّينِ ، والْجُنَنُ يَوْمَ الْبَأْسِ ، والْبِطَانَةُ دُونَ النَّاسِ . بِكُمْ أَضْرِبُ الْمُدْبِرَ ، وأَرْجُو طَاعَةَ الْمُقْبِلِ . فَأَعِينُونِي بِمُنَاصَحَةٍ خَلِيَّةٍ مِنَ الْغِشِّ ، سَلِيمَةٍ مِنَ الرَّيْبِ