أَشْبَاحٍ ، ونُسَّاكاً بِلَا صَلَاحٍ ، وتُجَّاراً بِلَا أَرْبَاحٍ ، وأَيْقَاظاً نُوَّماً ، وشُهُوداً غُيَّباً ، ونَاظِرَةً عَمْيَاءَ ، وسَامِعَةً صَمَّاءَ ، ونَاطِقَةً بَكْمَاءَ « ومن كلام له عليه السلام » 107 / 106 في بعض أيام صفين وقَدْ رَأَيْتُ جَوْلَتَكُمْ ، وانْحِيَازَكُمْ عَنْ صُفُوفِكُمْ ، تَحُوزُكُمُ الْجُفَاةُ الطَّغَامُ ، وأَعْرَابُ أَهْلِ الشَّامِ ، وأَنْتُمْ لَهَامِيمُ الْعَرَبِ ، ويَآفِيخُ الشَّرَفِ ، والأَنْفُ الْمُقَدَّمُ ، والسَّنَامُ الأَعْظَمُ . ولَقَدْ شَفَى وَحَاوِحَ صَدْرِي أَنْ رَأَيْتُكُمْ بِأَخَرَةٍ تَحُوزُونَهُمْ كَمَا حَازُوكُمْ ، وتُزِيلُونَهُمْ عَنْ مَوَاقِفِهِمْ كَمَا أَزَالُوكُمْ حَسّاً بِالنِّصَالِ ، وشَجْراً بِالرِّمَاحِ تَرْكَبُ أُوْلَاهُمْ أُخْرَاهُمْ كَالإِبِلِ الْهِيمِ الْمَطْرُودَةِ تُرْمَى عَنْ حِيَاضِهَا ، وتُذَادُ عَنْ مَوَارِدِهَا « خطبة » 116 / 115 فَتَاهً عَنْكُمْ رَأْيُكُمْ ، وتَشَتَّتَ عَلَيْكُمْ أَمْرُكُمْ .ولَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهً فَرَّقَ بَيْنِي وبَيْنَكُمْ ، وأَلْحَقَنِي بِمَنْ هُوَ أَحَقُّ بِي مِنْكُمْ . قَوْمٌ واللَّهِ مَيَامِينُ الرَّأْيِ ، مَرَاجِيحُ الْحِلْمِ ، مَقَاوِيلُ بِالْحَقِّ ، مَتَارِيكُ لِلْبَغْيِ ، مَضَوْا قُدُماً عَلَى الطَّرِيقَةِ ، وأَوْجَفُوا عَلَى الْمَحَجَّةِ ، فَظَفِرُوا بِالْعُقْبَى الدَّائِمَةِ ، والْكَرَامَةِ الْبَارِدَةِ . أَمَا واللَّهِ لَيُسَلَّطَنَّ عَلَيْكُمْ غُلَامُ ثَقِيفٍ الذَّيَّالُ الْمَيَّالُ يَأْكُلُ خَضِرَتَكُمْ ، ويُذِيبُ شَحْمَتَكُمْ ، إِيهٍ أَبَا وَذَحَةَ « خطبة » 113 / 112 وإِنَّمَا أَنْتُمْ إِخْوَانٌ عَلَى دِينِ اللَّهِ ، مَا فَرَّقَ بَيْنَكُمْ إِلَّا